"مارلين الفرنسية.. ابنة تل الزعتر" جديد مجلة الجزيرة
صارح والدا الفتاة الفرنسية مارلين ابنتهما في فترة مبكرة من حياتها بأنهما ليسا والديْها الحقيقيين, وأنهما تبنياها بعد مقتل والديها خلال الحرب الأهلية اللبنانية. بعد سنوات صدمت مارلين مرة ثانية بعد أن اكتشفت بنفسها أن تل الزعتر هو مسقط رأسها, وأنها في الأصل ناجية من مجزرة ارتكبت هناك.
قصة مارلين إنسانية بامتياز, وتستحق أن تُروى. لكنها بالمقابل فتحت أحد ملفات الحرب المسكوت عنها, وهو ملف المفقودين خلال استسلام أهالي مخيم تل الزعتر لمسلحي المليشيات اليمينية اللبنانية يوم 12 أغسطس/آب 1976 بعد حصار المخيم وتدميره.
في هذا العدد الخاص تروي لنا مارلين قصتها، كفصل من فصول مسلسل دامٍ اسمه "تل الزعتر"، نفتح هنا بعض هذه الفصول من خلال شهادات لأشخاص عايشوا المذبحة، وقدر لهم أن ينجوا منها، وآخرون صنعوا جانبا من تاريخ معركة المخيم الفلسطيني واستماتوا في الدفاع عنه، وبقيت لهم من تلك المعركة ذكريات، نستنطقهم في حوار دون أن يكشف بعضهم هويته.
فإلى جانب الحوار مع مارلين التي تضعنا في عمق قصتها، تسرد لنا أم عماد قصة مذبحة تل الزعتر وهي واحدة ممن عايشها ونجت منها بأعجوبة. وكذلك رواية طبيب المخيم الدكتور يوسف العراقي، الذي عايش جوانب هامة في معركة المخيم ومذبحته، وننقل شهادته الحرفية التي سجلها في كتاب.
وفي هذا العدد يتحدث لأول مرة القيادي الميداني الفلسطيني الذي عرف في صفوف الثورة الفلسطينية بـ"الجنرال" ولا يزال يخفي شخصيته ويرفض الكشف عن اسمه، فرغم أنه قاد معركة صمود بطولية مع مجموعة قليلة من المقاتلين في وجه الكتائب المسيحية، فإنه يرى أنه لم يقدم لقضيته ما يميزه عن غيره ويستحق الإشارة إلى بطولاته.
إضافة إلى تسليط الضوء على المخيم وتاريخ المذبحة التي قتل فيها قرابة 3000 لاجئ فلسطيني على يد المليشيات المسيحية المدعومة من القوات السورية، والفصائل التي شاركت في معركة المخيم من الطرفين الفلسطيني واللبناني، وتوثيق للأيام الأخيرة التي سبقت يوم المذبحة.