تفسير لصمت عشائر الجنوب إزاء حرب الأنبار
من جهته، يقول المهندس ماجد عبد الحسن الساعدي إنه تم "تضليل أهالي الناصرية بشكل ممنهج ومدروس، جعل الجميع يتقبلون ما يرونه في وسائل الإعلام الحكومية والحزبية".
وأضاف أن "الخطاب الطائفي ذي النبرة التخويفية من الآخر ساهم في زيادة التعمية وحال دون الوقوف عند الحقائق على أرض الواقع".
ويضيف الساعدي في حديث للجزيرة نت أنه يخشى أن تتغلب إرادة السياسيين النفعيين على إرادة العراقيين، قائلا إن الصمت أحد المؤشرات الخطيرة على ذلك.
أما الناشط الحقوقي حيدر البطاط فيرى أن "الظروف السياسية الحالية ساعدت على بروز الثقافة والنعرات الطائفية، مما يتناغم مع مشاريع إقليمية تعمل على تفتيت الوحدة الوطنية".
ويضيف البطاط في حديثه للجزيرة نت أن مجمل السياسات الأحادية النظرة في العراق أفضت إلى ما يمكن تسميته بالحذر من الآخر، أو عدم المبالاة بما يتعرض له من أخطار، كما هو حاصل من صمت إزاء ما يجري من حرب في الأنبار.
الخطاب الطائفي
ويشير البطاط إلى أن الخطاب الطائفي تصاعد إلى حد اتهام مكون بأوصاف أجنبية غريبة كالمجوسية، الأمر الذي دفعه لوصم متهميه بالنصب والعداء لأهل البيت.
ويرى أنه من الواضح أن مثل "هذه الاتهامات المتبادلة لا أساس شرعي ولا تاريخي لها، إلا أنها فعلت فعلها في الذهنية العراقية حتى أصبح الاستقطاب الطائفي له حضوره في الواقع".
ويرى الصحفي عبد الأمير الديراوي أن أي حرب طائفية -صغيرة كانت أم كبيرة- ستؤدي إلى ارتدادات خطيرة وتداعيات غير محسوبة وخسائر مادية وبشرية.
ويرى أن الصمت الحاصل حيال الحرب في الأنبار "يعود إلى ممارسة ضغوطات أمنية في جميع مناطق العراق"، وخشية الكثيرين من وصمهم "بالإرهاب " إذا ما ارتفع صوتهم ضد العمليات العسكرية التي تشنها الحكومة هناك.
ويقول المحلل السياسي ضرغام الزيدي إن دعوات شيوخ عشائر الأنبار لأهالي الجنوب إلى منع أبنائهم من المشاركة في العمليات العسكرية تلقى صدى واسعا ومؤثرا، خاصة بعد أن تكفل شيوخ العشائر في الرمادي والفلوجة والكرمة بتوفير الحماية والرعاية للجنود والضباط الذين وقعوا بيد "ثوار العشائر".
لكنه يلفت إلى أن بعض شيوخ العشائر وقعوا تحت تأثير الإعلام وما يعمل على دسه من أمراض طائفية، محذرا من خطورة استمرار الصمت إزاء ما يجري في مدن الأنبار.
ويؤكد الزيدي في حديث للجزيرة نت أن الحرب على المدنيين والمدن يجب أن تتوقف وإلا فإن تداعياتها ستتجاوز حدود مدن محافظة الأنبار.