خطاب السيسي.. إيماءات عاطفية لكسب القلوب

السيسي يعلن ترشحه لرئاسة مصر
ارتداء السيسي الزي العسكري أثناء إعلان ترشحه حمل بدوره بعض الدلالة (الجزيرة)
undefined

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عمر الزواوي-القاهرة

اتفق خبراء علم النفس والإعلام والاجتماع السياسي على أن خطاب المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري المستقيل والمرشح لرئاسة الجمهورية اتسم بالاستمالات العاطفية ومخاطبة وجدان الجماهير أكثر من التركيز على لغة الحزم والقوة التي اعتادها أثناء خطاباته السابقة.

وأذاع التلفزيون المصري خطاب المشير عبد الفتاح السيسي إلى الشعب والذي أعلن فيه استقالته من منصب وزير الدفاع بعد اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.

وبحسب خبراء في علم النفس، فإن السيسي حرص على التمتع بقدر كبير من التواضع والثقة بالنفس مصحوبين بخطاب بسيط لاستمالة المواطنين البسطاء عاطفيا، كما ركز على مخاطبة الوجدان والضمير الوطني.

لكن بعض خبراء الإعلام انتقدوا تسجيل الخطاب المتلفز للسيسي، حيث لم يعطِ الحميمية المطلوبة للجماهير ولم يحدث التأثير الكافي كما لو كان بثا مباشرا مثل خطاباته السابقة التي أثرت في الجماهير وأكسبته شعبية كبيرة.

يقول أستاذ علم النفس بجامعة بنها محمد قطب إن المشير السيسي عمد إلى استخدام الاستمالات العاطفية أكثر من لغة القوة لإحداث تأثير في وجدان المتلقي من خلال الصوت المنخفض والكلمات المختصرة وأيضا الهدوء والتأني، وباستخدام جمل واضحة وبسيطة.

تباينت آراء خبراء الإعلام ولغة الجسد  في الخطاب, فبينما رأى بعض خبراء لغة الجسد أن السيسي استطاع إحداث تأثير كبير لدى الجماهير بإرسال رسائل ذات دلالات واضحة للمتلقي، يؤكد بعض خبراء في الإعلام أن تسجيل الخطاب وعدم إذاعته مباشرة انتقصا من قوة تأثيره على المتلقين

ويضيف قطب للجزيرة نت أن السيسي ظهر أثناء الخطاب متمتعا بقدر كبير من التواضع والهدوء النفسي والثقة بالنفس لإعطاء إشارات إيجابية بأنه سينتقل إلى مرحلة جديدة تتطلب التأني في اتخاذ القرارات.

صوت هادئ
أما أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة حلوان جمال أبو شنب فيرى أن السيسي اتسم أثناء الخطاب بالحكمة والتوازن والاحتكام إلى المنطق من خلال التحدث بصوت هادئ وبجمل واضحة تحمل إشارات ورسائل لها دلالات مفهومة يمكن للمواطن العادي إدراكها بسهولة.

ويضيف أبو شنب للجزيرة نت أن الخطاب كان متوازنا ويتحدث بأسلوب لم يحمل مبالغة في مخاطبة الجماهير ولم يتحدث عن طموحات عريضة لأنه يعرف حجم المسؤولية وحجم الأزمة التي يواجهها وكان ذكيا لعدم إطالة الخطاب والتحدث بصوت منخفض يدل على عدم الانفعال وإرسال رسائل أن مصر في حاجة للجميع واستخدم يده اليمنى رافعا حدها، وذلك يعطي دلالة على أنه قادر على اتخاذ قرار.

من جانبه، يقول عبد الله عبد الحليم أستاذ اللغة العربية بجامعة حلوان عندما ندقق في خطاب السيسي نجده سليما من الناحية اللغوية ويطبق مفهوم البلاغة العربية ويخاطب قطاعات عديدة وليس واحدا بجمل قصيرة ومتزنة ومعبرة ومؤثرة في الوقت نفسه.

أما خبراء الإعلام ولغة الجسد فقد تباينت رؤيتهم للخطاب، فبينما رأى بعض خبراء لغة الجسد أن السيسي استطاع إحداث تأثير كبير لدى الجماهير بإرسال رسائل ذات دلالات واضحة للمتلقي، يؤكد بعض خبراء في الإعلام أن تسجيل الخطاب وعدم إذاعته مباشرة انتقصا من قوة تأثيره على المتلقين.

تعبيرات الوجه
ويقول خبير لغة الجسد سيد أمين إن ظهور السيسي أثناء الخطاب بالزي العسكري يعطي إيحاء بتمسكه الكبير بالجيش حتى اللحظات الأخيرة من تركه له، كما أن تعبيرات الوجه جاءت معبرة عن رغبة في طلب مساعدة الجميع له، وجاءت نبرة الصوت منخفضة للتأكيد على أنه خرج من عباءة القائد العسكري الحازم إلى السياسي الحكيم.

ويضيف أمين للجزيرة نت أن السيسي بدا أثناء الخطاب مرهقا ومتواضعا وكأنه يحمل حملا ثقيلا مع شعوره بالبدء في المسؤولية عن شعب بأكمله وليس الجيش فقط.

أما الباحث في كلية الإعلام بجامعة القاهرة عمرو حسن فيؤكد أن إذاعة الخطاب مسجلا قللت من قوة تأثيره على الجماهير التي اعتادت سماع السيسي من خلال بث مباشر في مناسبات عديدة، كما أن بداية الخطاب شهدت تباينا بين الصوت والصورة فظهرت حركة الشفاه تسبق الصوت، مما تسبب في بعض التشتيت للمتلقي.

المصدر : الجزيرة