دعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أثناء كلمته في القمة العربية اليوم بالكويت إلى إنهاء حصار غزة، وحل الأزمة السورية، وتحدث عن علاقة الأخوة بين الدوحة والقاهرة.
ومع أن الإعلام الكويتي لم يتطرق إلى نجاح القمة أو فشلها بصراحة فإنه كال المديح لإعلان الكويت واعتبر أنه تضمن معالجة للقضايا العربية، خاصة في ما يتعلق بقضايا كالعمل المشترك ودعم القضية الفلسطينية والتأكيد على أن الائتلاف السوري ممثل شرعي للشعب السوري.
وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي والكاتب الإعلامي الكويتي حسين عبد الرحمن أن القمة حققت نجاحا في عدة قضايا، من أهمها التركيز على القضية الفلسطينية التي ظهرت بقوة في الاجتماع واتخذت بشأنها قرارات مهمة كرفض الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل ودعم المصالحة الفلسطينية.
نجاح محدود
ومن النجاحات -حسب عبد الرحمن- إرسال القمة رسائل إلى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بأن عليه إذا أراد شغل مقعد سوريا في الجامعة في القمة المقبلة أن يلم شعث قوى المعارضة.
وأضاف أن الدولة المنظمة نجحت في أن تجمع القمة على أساس القواسم المشتركة مع تجنب المواضيع الخلافية سواء كانت عامة أو داخلية بالنسبة للدول الأعضاء، مشيرا إلى أهمية دور الكويت في ترميم البيت الخليجي.
وقال إن أفضل ما حققته القمة هو جمع العرب تحت سقف واحد رغم الخلافات الشديدة والأجواء السياسية الساخنة، مضيفا أن الحضور الإعلامي كان نقطة مهمة تشير إلى أن الأمة العربية ما زالت مترابطة وأنه ما زال هناك اهتمام بقضاياها.
وإذا كان هناك فشل في القمة فهو بالنسبة لخلفان تدني التمثيل من قبل أشقاء الكويت في الإمارات العربية، مشيرا إلى أنه كان من الضروري أن تضغط الكويت أكثر لتفادي ضعف التمثيل في قمة تأتي بأحلك لحظة من تاريخ الأمة.
وخلص في حديثه للجزيرة نت إلى أنه "ليس بالإمكان أفضل مما كان"، مؤكدا أن الأزمات القائمة في مصر والكارثة في سوريا والاقتتال والإرهاب في العراق كلها تؤثر بقوة وتجعل الأمة العربية في خطر، منبها إلى أن القمة "استشعرت هذا الخطر وقبلت جلوسها على مائدة واحدة.
بموازاة ذلك، رأى عدد من الإعلاميين المشاركين في تغطية القمة عكس ما رآه أمين عام الجامعة، معتبرين أن الاجتماع "فاشل بكثير من المعايير"، ولم يحرك ساكنا ولم يقدم حلا ولم يضع حلولا للقضايا مثار الاختلاف.
ومع ذلك، رأى إعلاميون آخرون أن انعقاد القمة في حد ذاته وخروجها ببيان ختامي متفق عليه
-ورغم أنه لم يضف جديدا- يمكن أن يعد نجاحا في هذه الظروف التي يمر بها العالم العربي من الأزمات والخلافات.
واعتبر هؤلاء أن الخلافات العربية أكثر وأعمق من أن تناقش أو تحل في مؤتمر أو مؤتمرين، مقرين بأن القمة كانت "قمة الحد الأدنى" من العمل العربي المشترك وقمة "الحد الأقصى" من الخلاف والأزمات في العالم العربي.