قوات السيسي للتدخل السريع.. قوة أم استعراض؟

قوات جيش في مواجهة متظاهرين-تقرير "التدخل السريع" ..مواجهة إرهاب أم إستعراض قوة
قوات التدخل السريع هل يعدها السيسي لمواجهة المتظاهرين المدنيين؟ (الجزيرة)
undefined
 
عمر الزواوي-القاهرة
 
أثار إعلان وزير الدفاع المصري المشير عبد الفتاح السيسي عن تشكيل قوات "التدخل السريع" لمواجهة التهديدات التي تواجه الأمن القومي للبلاد، تساؤلات عديدة عن طبيعة هذه القوات وحجمها، وآلية تشكيلها، والمهام التي ستوكل لها، وتوقيت الإعلان عنها قبيل فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية.

وأعلن السيسي تشكيل قوات "التدخل السريع" من القوات الخاصة بالجيش وتسليحها بأحدث نظم التسليح العالمية لمواجهة الإرهاب، ولها القدرة على تنفيذ مهام جريئة وخاطفة بالتسرب البري العميق.

وأشار السيسي إلى أن قوات التدخل السريع تضم أفضل عناصر القوات من جميع قطاعات الجيش المصري وتتميز بالقدرة العالية على المناورة وسرعة الحركة، مما يجعلها تزيد من قدرة الجيش على مواجهة التهديدات الإرهابية.

وبحسب مراقبين فإن قرار تشكيل هذه القوات قرار سياسي بالإضافة إلى كونه تطورا عسكريا، حيث تضم تشكيلات مدرعة، ووحدات دفاع جوي وطائرات نقل ومقاتلة ومدفعيات، وهذه التركيبة تعني أنه يمكن إرسالها لمسارح عمليات خارج حدود مصر.

عادل سليمان: قوات السيسي استعراض للقوة وإشارات للداخل والخارج(الجزيرة)
عادل سليمان: قوات السيسي استعراض للقوة وإشارات للداخل والخارج(الجزيرة)
استعراض قوة
يقول الخبير الإستراتيجي اللواء عادل سليمان أن الإعلان عن تشكيل قوات التدخل السريع هو استعراض قوة من السيسي لإعطاء إشارات داخلية وخارجية على قدرة الجيش على المواجهة والتدخل عند الحاجة لذلك، خاصة في ظل الأجواء الحالية التي يخشى معها عدم قدرة الشرطة على المواجهة وانفلات الأمور.

ويستبعد سليمان أن تكون تلك القوات الجديدة استحداث لسلاح جديد بالجيش، وإنما يتم تجميعها من عدة أسلحة مختلفة. كما يستبعد أن تكون هذه القوة يد السيسي الباطشة في الجيش ولحمايته من أي انقلاب قد يُعد ضده، مؤكدا أن الجيش المصري لا توجد به مليشيات خاصة وإنما يقاد بشكل جماعي.

ويرى الخبير العسكري والإستراتيجي العميد صفوت الزيات أن تشكيل هذه القوات يعني أن هناك تطورا حادا في العقيدة القتالية للقوات المسلحة، كما يثير علامات استفهام كثيرة عن حجمها والسيطرة عليها وحدود المهام المكلفة بها.

ويستطرد في حديثه للجزيرة نت قائلا "إن تشكيل القوات الجديدة تم الإعلان عنه في هذا التوقيت لتسجيل إنجاز يضاف إلى السيسي قبل استقالته من الجيش، وليس مستبعدا أن تكون جزءا من الدعاية له قبل خوض غمار الانتخابات الرئاسية".

لكن الزيات يستبعد أن يكون هدف تشكيل هذه القوات هو حماية الانتخابات الرئاسية، ولا أن تكون بمثابة قوة خاصة للسيسي بعد توليه الرئاسة يتحكم فيها منفردا وبعيدا عن قيادة القوات المسلحة.

‪‬ شكوك حول نية السيسي تشكيل قوات التدخل السريع لمواجهة الإخوان
‪‬ شكوك حول نية السيسي تشكيل قوات التدخل السريع لمواجهة الإخوان

مواجهة الإخوان
من ناحية أخرى اعتبر خبراء عسكريون وأمنيون أن قرار السيسي تشكيل قوات التدخل السريع بمثابة ضربة قاصمة لجماعة الإخوان المسلمين، مؤكدين أن الهدف من تشكيل هذه المجموعات هو تقويض "عنف وإرهاب جماعة الإخوان" المتوقع خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأكد الخبير الإستراتيجي اللواء سامح سيف اليزل في تصريح لإحدى الفضائيات المحلية أن قوات التدخل السريع هي فكرة كانت تراود المشير السيسي منذ فترة طويلة خاصة بعد ازدياد وتيرة "الأعمال الإرهابية لجماعة الإخوان المسلمين".

أما الخبير الإستراتيجي اللواء طلعت مسلم فيرى أن هدف القوات الجديدة أبعد بكثير من مواجهة الإخوان، فهي "تضم قوات محمولة جوا ومدرعات ومدفعية مما يعني إمكانية قيامها بعمليات خارج الأراضي المصرية إذا لازم الأمر".

ويضيف مسلم للجزيرة نت أن القوات الجديدة ليس لها علاقة بحماية الانتخابات الرئاسية كما يعتقد البعض، وأن مهمتها مواجهة تهديدات خارجية قد تحدث على أراضي بعض دول الجوار، تستلزم الرد العسكري عليها.

وأشار إلى أن توقيت الإعلان عنها لا يحمل دلالة خاصة، فهي تجهز منذ فترة طويلة لكن تصادف الإعلان عنها مع قرب فتح باب الترشيح للانتخابات الرئاسية.

المصدر : الجزيرة