لقمة العيش على لائحة الحملة الأمنية بسيناء

منى الزملوط-سيناء

لم تقتصر الحملات الأمنية التي يشنها الجيش المصري على مدن وقرى شبه جزيرة سيناء بتدمير المنازل أو قطع الأشجار وحرقها، بل تعدى الأمر إلى لقمة العيش ووسائل كسب الرزق.

وعندما تتجول في قرى رفح المصرية وجنوب الشيخ زويد لا تسمع سوى عبارة واحدة "نحن نتعرض لعقاب جماعي يصيب الصالح والطالح في المنطقة"، ورصدنا عن قرب معاناة الأهالي مما يصفونها "بانتهاكات الجيش التي أصابت رزق الفقراء".

يصحبنا أحد كبار عائلة الرميلات برفح المصرية الحاج أبو موسى إلى ورشة إصلاح سيارات وبقالة في ميدان الماسورة برفح، حيث عبثت بهما قوات الجيش، ويؤكد أبو موسى أنهما مصدر رزقه لإعالة أسرته (زوجة وستة أبناء)، وأنه لا يتوقع أو ينتظر أي تعويضات من الجيش.

ناصر أبو جراد -من الشيخ زويد- يقول إن حملات الجيش أصابت مزرعة دواجن لأسرة أخيه المتوفى وهي مصدر رزق لأربع عائلات، وأضاف أن الجيش "لو كان يريد التعويض لما دمّر وحرق مصادر رزق الناس، وعاقب محدودي الدخل والفقراء بشكل جماعي".

وفي قرية جوز أبو راعد -التي تتبع مدينة رفح المصرية- رصدت الجزيرة نت ركام الفرن الرئيسي وسط القرية، والذي دُمر الشهر الماضي خلال الحملة الأمنية.

عقاب جماعي
وتلمس من خلال حديثك مع هؤلاء السكان الغضب الذي يعتريهم، والشكوى من الانتهاكات العشوائية، كما وصفوا تدمير الفرن بالعمل الإجرامي، وإن كان صاحبه مطلوبا أمنيا، فكيف سيأكل الناس الآن بعد "هذا العقاب الجماعي"؟

قصة أخرى يرويها الحاج علي أبو سالم عن "ممارسات الجيش خلال حملته الأمنية"، إذ يقول إن الجيش سألوا عن ولديه المتهمين بعمليات تخريب، وبعد فشل الجهاز الأمني في القبض عليهما دمرت القوات المهاجمة "ورشة الميكانيكا" الخاصة بالأب وأحرقوها.

وكلما تتقدم في القرى والمدن لا يختلف المشهد، محلات تجارية لعائلات من رفح المصرية تم تدميرها بالكامل عقابا لأصحابها بعد أن فشلت الجهات الأمنية في القبض على أحد أفراد العائلة،  فتقوم بتنفيذ العقاب على باقي أفراد الأسرة.

العشوائية في العقاب وعدم تحديد هدف الحملة الأمنية، هما ما يميزان الحملات الأمنية المتكررة بحسب أم محمد من جنوب الشيخ زويد، التي تحدثت عن كيف تحول ولديها من سائقي أجرة إلى هاربين ومطاردين من الجيش بعد حرق سيارتي أجرة كانا يعملان عليها بين الشيخ زويد والعريش.

المصدر : الجزيرة