في اللاذقية.. المعارضون والموالون خائفون من حرب مقبلة

 
 
 بنان الحسن-اللاذقية

يسود مدينة اللاذقية السورية الساحلية حالة من التخوف والترقب بعد العمليات العسكرية التي نفذتها قوات المعارضة المسلحة في ريف المدينة، وقيامها بقصف منشآت خاصة تتبع لأفراد مقربين من الرئيس السوري بشار الأسد وسط المدينة التي تعتبر إلى الآن من المعاقل المؤيدة للنظام. 

وعرضت وسائل إعلام تابعة للنظام يوم أمس صورا لقتلى انفجار صاروخ سقط على أوتستراد الزراعة، قالت إن ما وصفتهم "بالإرهابين والعصابات المسلحة" أطلقته من ريف اللاذقية. 

ويؤكد الناطق العسكري باسم معركة الأنفال استهدافهم لمنطقة المربع الأمني ومنطقة المشروع السابع التي يقطنها أقرباء للرئيس الأسد. 

ويضيف أبو عبد الرحمن في حديثه مع الجزيرة نت "لقد سقط الصاروخ الأول على أوتستراد الزراعة بالقرب من مبنى الأمن السياسي وأحدث إصابات بشرية وأضرارا مادية كبيرة، وسقط الصاروخ الثاني عند مدخل المشروع السابع، وكلتا المنطقتين من المناطق الموالية للنظام". 

شخصيات بارزة
ويوضح الناطق العسكري باسم معركة الأنفال أن منطقة المشروع السابع تحوي بيوتا يقطنها شخصيات بارزة من عائلة الأسد، وأن المنطقة المستهدفة تقع بالقرب من منزل هلال الأسد الذي يعتبر المسؤول الأول عن قوات الدفاع الوطني في اللاذقية، على حد قوله. 

وينفي أبو عبد الرحمن أي نية للمعارضة باستهداف شحنات الكيميائي التي يتم نقلها قائلا "الغرض من ضرب صواريخ بعمق المدينة هو استهداف مراكز أمنية فقط، والنظام هو من يطلق شائعات مفادها أن المعارضة تستهدف شحنات السلاح الكيميائي لكي يثير غضب مؤيديه ويضرب الحاضنة الشعبية للمعارضة في آن واحد في اللاذقية". 

وحول مخاطر وقوع إصابة مباشرة على إحدى هذه الشحنات ومدى تأثر المنطقة فيما لو أصاب الصاروخ إحداها، يقول أبو عبد الرحمن "إن هذه المواد الكيميائية التي ينقلها النظام خارج البلاد مواد غير مصنعة وبالتالي حتى لو تعرضت لهجوم مسلح فخطر انتشارها لا يتعدى مائة متر مربع فقط أي بحدود طريقها الذي تسير فيه ولا تنتشر المواد بهذه الطريقة بالجو مما يعني عدم وجود أي خطر على سكان المنطقة". 

يُذكر أن مدينة اللاذقية التي تقع غربي سوريا على ساحل البحر المتوسط، قد شهدت منذ اندلاع الثورة السورية نزوحا لأعداد كبيرة من السوريين الهاربين من مدنهم وقراهم التي تعرضت لقصف النظام، أو وصلها القتال بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام. 

ووفق ناشطين سوريين فقد تضاعف عدد سكان مدينة اللاذقية، الأمر الذي أثار تذمر مؤيدي النظام فيها بسبب الازدحام الشديد وإغلاق بعض الطرقات الرئيسة في ظل نقل شحنات من السلاح الكيميائي إليها. 

ويرى ناشطون أن السبب الأهم لهذا التذمر هو تخوف مؤيدي النظام من استهداف قوات المعارضة شحنات الترسانة الكيميائية للنظام عندما تمر من مناطقهم.

ضربة عسكرية
وكان النظام الحاكم قد وافق العام الماضي على التخلص من ترسانته الكيميائية لتلافي ضربة عسكرية غربية كانت وشيكة بعد ثبوت استخدام قوات النظام لأسلحة كيميائية ضد المدنيين في غوطة دمشق ومواقع أخرى، ومقتل عدد كبير من المدنيين نتيجة تعرضهم لمواد كيميائية سامة وقاتلة.

وتجري عملية تدمير المواد الكيميائية السورية عن طريق نقلها من أنحاء سوريا برا إلى ميناء اللاذقية ليتم تحميلها على سفن أجنبية تنقلها إلى مواقع التدمير. ويشرف على عملية تدمير تلك المواد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي نالت جائزة نوبل العام الماضي. 

ويروي المواطن بسام (أحد شهود العيان الذي كان بجامعة تشرين بالقرب من موقع سقوط الصاروخ الأول) أنه سمع يوم أمس دوي انفجار كبير ومخيف -على حد وصفه- ولكنه لم يستطع الذهاب لمكان الانفجار خوفا من عناصر الأمن المنتشرة أمام باب الجامعة، على حد قوله. 

ويضيف أنه سمع دوي سيارات الإسعاف وعرف بعد ذلك أن عددا من القتلى والجرحى قد سقطوا، ولكن النظام لم يعترف بوجود قتلى رغم برك الدم التي غطت المكان، على حد تعبيره. 

وعن رأيه باستهداف المعارضة مربعات أمنية بمدينة اللاذقية، يقول المواطن "إن تجمعات الشبيحة وجيش النظام السوري بريف اللاذقية أولى بقصفها من المدينة التي تعد غير جاهزة مطلقا لفتح أي جبهة حربية في الوقت الحالي كونها تغص بالسكان". 

ويرى أن هذا الأمر يُعد ذريعة للنظام لاعتقال من تبقى من شباب اللاذقية في الأحياء الثائرة، حيث شاهد في نفس يوم الانفجار صعود عناصر الأمن والشبيحة لأول مرة لحافلات النقل الجماعي سجلت على أثرها حالات اعتقال عدة.

المصدر : الجزيرة