مراحل قضية راهبات معلولا من الاحتجاز إلى الإفراج

مرت قضية راهبات دير "مار تقلا" الأرثوذكسي في بلدة معلولا بالقلمون شمال دمشق بأطوار بدءا من احتجازهن في ديسمبر/كانون الأول الماضي من قبل مقاتلين من جبهة النصرة مرورا بنقلهن خارج البلدة, ووصولا إلى الإفراج عنهن مساء الاثنين بوساطة قطرية مقابل إطلاق أكثر من 150 سيدة سورية من سجون نظام الرئيس السوري.

وخلال فترة الاحتجاز التي زادت على ثلاثة أشهر, نُشر أكثر من تسجيل مصور ظهرت فيه الراهبات بحالة جيدة, وبث أحدث تسجيل مباشرة بعد عملية الإفراج ونقلهن إلى داخل لبنان ومنه مباشرة إلى دمشق.

ووفقا لتصريحات الراهبات -وعددهن 13 بالإضافة إلى ثلاث عاملات بالدير احتجزن معهن أيضا- لم تتعرض حياتهن بأي لحظة لتهديد, بل أثنين على المعاملة التي لقينها من خاطفيهن, وهو ما ظهر بتصريحات إحداهن بعد نجاح مساعي الوساطة القطرية, مما أغضب السلطات السورية.

وفي ما يلي سرد لأطوار قضية راهبات دير "مار تقلا" التي أثارت اهتماما دوليا, خاصة في ظل ما كان يثيره نظام الرئيس بشار الأسد عن استهداف المعارضة المسلحة للأقليات ومنها الأقلية المسيحية.

احتجاز فقصف
تم احتجاز الراهبات مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي عندما هاجمت جبهة النصرة وفصائل أخرى بلدة معلولا (55 كيلومترا شمال دمشق) التي تضم آثارا مسيحية بينها دير مار تقلا.

وفي وقت لاحق, بُث تسجيل مصور على الإنترنت يظهر مسلحين وهم بصدد إخراج الراهبات من معلولا بسبب القصف الذي كانت تشنه القوات النظامية السورية على أجزاء من البلدة.

وظهر في التسجيل عنصر من جبهة النصرة يقول إنه تم إخراج الراهبات حفاظا على سلامتهن, وقد أشارت الراهبات بدورهن إلى القصف.

وقف القصف
في تسجيل حصلت عليه الجزيرة في ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد مضي مدة وجيزة من الاحتجاز، أكدت الراهبات على لسان بعضهن أنهن خرجن من معلولا بسبب القصف, وطالبن بوقف استهداف دور العبادة الإسلامية والمسيحية.

وقالت إحداهن إنهن نقلن إلى فيلا جميلة في مكان لم تفصح عنه, إلا أن تقارير رجحت أنها مدينة يبرود التي تقع أيضا بمنطقة القلمون.

وأكدت الراهبات بهذا التسجيل أنهن يلقين معاملة طيبة من المسلحين الذين يحتجزونهن.

الحرية
ومع بدء عملية الإفراج عن الراهبات مساء العاشر من مارس/آذار عند معبر المصنع على الحدود اللبنانية السورية إثر نجاح الوساطة القطرية, ظهر تسجيل مصور ظهر فيه المحتجزات في موكب سيارات لجبهة النصرة.

وفي هذا التسجيل, عبرت الراهبات عن سرورهن بالإفراج الوشيك عنهن, وشكرن أيضا الجهة التي كانت تحتجزهن, في حين تحدث أحد عناصر جبهة النصرة قائلا إن المقاتلين لن يرتاحوا حتى تخرج كل النساء المعتقلات بسجون النظام.

انتقاد للراهبات
وبعد انتهاء عملية الإفراج, توجهات إحدى الراهبات بالشكر إلى كل من ساهم في العملية ومنهم الوسيط القطري, كما أثنت على معاملة مقاتلي جبهة النصرة لهن.

وقد انتقدت وسائل إعلام موالية للنظام السوري هذه التصريحات, وذهب بعضها إلى حد الحديث عن "خيانة" الراهبات للوطن.

كما انتقد ناشطون موالون للرئيس الأسد على الإنترنت النظام لرفضه التفاوض لإطلاق ضباط وجنود أسرى لدى المعارضة وقبوله إطلاق سجينات مقابل راهبات.

المصدر : الجزيرة