زواج اللاجئات السوريات بتركيا اضطرار وقلق

أم حسن التركية تخاف أن يتزوج زوجها من امرأة سورية- الجزيرة نت
أم حسن التركية تخشى اقتران زوجها بلاجئة سورية (الجزيرة)
undefined

جهاد الأحمد (الريحانية-تركيا)

"ليتهم يعودون لبلادهم ونعود كما كنا". جملة كررتها التركية "أم حسن" التي تقطن في مدينة الريحانية عدة مرات، كما تكررها غيرها من التركيات اللواتي يرغبن في عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، رفقاً بهم من الغربة التي يعانونها من جهة، وخوفاً على أزواجهن من الزواج بسوريات من جهة أخرى.

ومع اندلاع الثورة السورية ولجوء كثيرٍ من العائلات السورية للمدن التركية انتشرت ظاهرة زواج الأتراك من السوريات، وغالباً ما تكون هذه الزوجة السورية ليست الأولى للرجل التركي، الذي أصبح يبحث عن زوجة ثانية من بين العائلات السورية اللاجئة إلى منطقته.

وعن الأسباب التي تدفع الأتراك للزواج بالسوريات، تحدث للجزيرة نت سعيد (تركي متزوج من سورية) قائلاً "توفيت زوجتي منذ أكثر من سنة، وعندما التقيت بأحد السوريين اللاجئين إلى تركيا علمت أن لديه ابنة غير متزوجة في سنٍ مناسبٍ لي وقدر الله أن تصبح زوجتي الجديدة".

وأضاف سعيد "أشعر بسعادة لأني استطعت رعاية امرأة سورية في هذه الظروف التي يعيشونها، كما أنني أحب أن أساعد والد زوجتي وأقدم له ما يعينه في عمله في تركيا، وأتمنى أن أكون سبباً في سعادة هذه العائلة".

بعض الحالات تنطوي على استغلال للاجئين حيث يقدم بعض الرجال الأتراك على الزواج بسورية كزوجة ثانية نظراً لانخفاض مهرها مقارنة بمهر التركية

أما عن أمل (زوجة سعيد السورية) فأبدت سعادتها بزواجها قائلةً إنها اقتربت من سن الأربعين وهذا ما يجعل فرصتها في الزواج قليلة، ووجدت في سعيد زوجاً مناسباً لها في مثل هذه الظروف "فطالما يتمتع بأخلاقٍ جيدة فلا فرق بين أن يكون سورياً أو تركياً".

دوافع ومخاوف
وتحدث أحمد (أستاذ في علم الاجتماع) أن أحد أهم أسباب هذه الظاهرة هو انخراط أغلب الشباب في سن الزواج بالجيش السوري الحر وانشغالهم بالداخل السوري، مما يدفع بالعائلات السورية اللاجئة إلى تركيا للقبول بالزوج التركي فرداً جديداً بالعائلة.

ويضيف "لا يخفى على الجميع الحالة الاجتماعية المتدنية التي تعيشها العائلات السورية اللاجئة والتي تكون سبباً أساسياً في تشجيع هذه الظاهرة لرفع هذه الحالة وتأمين إعانة للعائلة عن طريق الزوج التركي".

وينبه أحمد إلى أن بعض الحالات يكون فيها "استغلال" من قبل الأتراك للعائلة السورية النازحة، حيث يقدم بعض الرجال الأتراك على الزواج بالمرأة السورية كزوجة ثانية له نظراً لانخفاض مهرها مقارنة بمهر التركية التي ترفض عادةً أن تكون زوجةُ ثانيةُ، والسبب الرئيسي في هذا أن الحكومة التركية تؤمن للأرملة التركية ما يعينها مادياً ويكفيها.

المصدر : الجزيرة