دعم حزب الله للأسد يهدد لبنان بالانفجار

Lebanese civil defense workers carry an injured girl at the site of an explosion, near the Kuwaiti Embassy and Iran's cultural center, in the suburb of Beir Hassan, Beirut, Lebanon, Wednesday, Feb. 19, 2014. The bombing in a Shiite district in southern Beirut killed several people on Wednesday, security officials said — the latest apparent attack linked to the civil war in neighboring Syria that has killed and wounded scores of people over the last few months. (AP Photo/Hussein Malla)
التفجيرات باتت تتكرر بشكل أسبوعي في العاصمة اللبنانية بيروت (أسوشيتد برس)
undefined

بدعمه المباشر لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، أدخل حزب الله الدولة اللبنانية في مأزق سياسي وأمني بالغ التعقيد ورهن مستقبلها بتطورات الأزمة السورية، الأمر الذي لا يهدد المجتمع بالانقسامات العميقة فحسب، بل يجر البلاد إلى مستنقع العنف، وفق العديد من المراقبين.

تناقضات وغموض الوضع السياسي في لبنان يظهران للعيان في كل زاوية وركن من شوارع بيروت، فالأعلام والشعارات التي تمثل حوالي مائة حزب سياسي تغطي كل مكان.

وهناك في الوقت الراهن 21 حزبا سياسيا يتقاسمون 128 مقعدا في البرلمان ويمثلون مصالح سياسية مختلفة، إلا أنه يمكن تقسيم معظم هذه الأحزاب إلى معسكرين كبيرين قادهما موقفهما من الأزمة في سوريا إلى ما يشبه الطريق المسدود.

المعسكر الأول المؤيد للرئيس السوري بشار الأسد تمثله كتلة 8 آذار التي يشكل حزب الله دعامتها الأساسية، في حين يتزعم الجبهة الأخرى تحالف 14 آذار الذي يعارض بشدة دعم مقاتلي حزب الله لنظام دمشق.

مأزق وضغوط
وقد تحسن هذا الوضع بعدما شكل رئيس الوزراء اللبناني المستقل تمام سلام مؤخرا حكومة ائتلاف جمعت بين وزراء من الكتلتين المتصارعتين، بهدف العمل على تسوية المشاكل الداخلية المتعلقة بالحياة اليومية للمواطنين كأزمة ندرة المياه على سبيل المثال.

كما ترتبط العديد من المشاريع التي تمولها المساعدات الدولية باستئناف النشاط السياسي في لبنان، ولا يزال نحو 720 مليون دولار من القروض التي تم توقيعها للتنمية تنتظر أن يقرها البرلمان، إلا أن ممثلي كتلة 14 آذار يربطون عملهم داخل الحكومة بانسحاب حزب الله من سوريا.

الخوري:
حزب الله جزء من البنية العسكرية والسياسية لإيران

ويشكل موضوع سلاح الحزب وقتاله في سوريا نقطة خلاف أساسية، إذ تطالب الكتلة المناهضة لدمشق باعتماد مرجعية "إعلان بعبدا" الصادر في يونيو/حزيران 2012 بموافقة الكتل السياسية الأساسية، وهو يدعو إلى "تحييد لبنان" عن الصراعات الإقليمية بما في ذلك الحرب في سوريا.

ويشهد لبنان حاليا سجالا حادا بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحزب الله على خلفية بيان وزاري للحكومة الجديدة وإشارته إلى قتال الحزب بجانب النظام السوري.

وقد طالب الرئيس بعدم التشبث "بمعادلات خشبية"، وأكد أن إعلان بعبدا صار من الثوابت ويسمو على البيانات الوزارية.

دوامة العنف
غير أن نفوذ حزب الله بات يهدده عنف متزايد من جهات مختلفة مناهضة له، ففي بيروت تنفجر في المعدل سيارة ملغومة كل أسبوع، إذ تسعى جماعة سورية مرتبطة بتنظيم القاعدة لإضعاف الحزب الشيعي داخل لبنان، بينما يحرص الجيش اللبناني جاهدا على احتواء المواجهات المتكررة بين الطائفتين الشيعية والسنية.

وبات هذا الوضع يهدد بإحداث تصدعات داخل المتعاطفين مع حزب الله، خصوصا أن ولاءهم له مرتبط جزئيا بالأمن الذي أثبت أنه أقدر على ضمانه لهم من الجيش اللبناني.

ويرى الكاتب اللبناني رامي عليق -وهو عضو سابق بحزب الله ومؤلف كتابين نقديين حول تجربته داخله- أن تحديات الحزب تزداد تعقيدا لأن لدى الطائفة الشيعية حاليا هموما كبيرة، وفق تقديره.

ويوضح أن الحزب يجد صعوبة متزايدة في إقناع قاعدته الانتخابية، مضيفا أن الكثير من الأصوات داخله تتساءل عن جدوى المعارك في سوريا أمام ارتفاع الخسائر.

وفي صحيفة دابلي ستار اللبنانية كتب ميشائل يونغ مؤخرا مقالا اعتبر فيه الجناح العسكري في حزب الله مجرد "قوة مساعدة للنظامين الإيراني والسوري".

كذلك يذهب إلي الخوري -من حزب القوات اللبنانية- إلى حد التشكيك في ولاء الحزب الشيعي للدولة اللبنانية، معتبرا إياه جزءا من البنية العسكرية والسياسية لإيران، وقال "رغم أنهم لبنانيون فإن نفوسهم وعقولهم وقلوبهم ليست كذلك".

أما جان أوغاسبيان من كتلة 14 آذار فعبر عن تشاؤمه إزاء الوضع القائم فقال "لن يتغير شيء، سنواصل رفضنا لمشاركة حزب الله في القتال داخل سوريا، فيما ستظل كتلة 8 آذار تدعم الإستراتيجية الإيرانية".

ويخلص أوغاسبيان إلى أن "لبنان لا يقرر مصيره بذاته، إنما يرتبط بمنطقة الشرق الأوسط ككل".
_______________
ينشر بالتعاون بين الجزيرة نت وموقع دوتشه فيله

المصدر : الجزيرة + دويتشه فيله