قرية الزارة بريف حمص تغرق في دماء أبنائها

مدينة الزارة والدمار فيها بريف حمص
دمار واضح في بلدة الزارة بريف حمص (الجزيرة)
 

undefined

الجزيرة نت-ريف حمص

أجهش أحمد -أحد سكان قرية الزارة بريف حمص التي سيطر عليها النظام السوري الأسبوع الماضي- بالبكاء حين كان يروي "المشاهد المروعة التي لم يُعرف لها مثيل حتى عبر الشاشات"، وقال "جمعوا أكثر من مائة من أهل القرية، وعددا من الأسر فيهم الأطفال والنساء وكبار السن، ثم قيدوهم، وألقوهم أرضا".

اختنق صوت الرجل، ومرت دقائق قبل أن يتمكن من متابعه سرده عبر الهاتف للجزيرة نت "هول المجزرة"، التي ارتكبتها القوات النظامية وعناصر من حزب الله ضد المدنيين، وأضاف "بدأت مجموعة كبيرة من الحزب، بذبحهم بالسكاكين وتقطيعهم بالسواطير، ثم فتحوا نيران رشاشاتهم بغزارة على الجثث وهم ينادون "يا لثارات الحسين" و"لبيك نصر الله".

"كنت أهرب مع زوجتي عبر طريق محاذية لموقع المجزرة، هذا ما استطعت مشاهدته، قبل أن تحجب البيوت المشهد، وما هي إلا لحظات حتى علا الدخان الموقع، أظنهم أشعلوا النار في الجثث"، هكذا يشرح أحمد بعد فراره إلى قلعة الحصن بريف حمص.

ذبح وحرق
برعب يقول أحد الناجين الفارين لقرية الحصرجية ويدعى سليم، إن عناصر النظام وحزب الله لاحقوهم في البساتين -وكان الخوف لا يفارق سليم رغم هربه من قريته- "أخشى أن يدخلوا علينا ويذبحونا، كما فعلوا في الزارة".

وعما جرى في القرية قبل فراره منها، يروي سليم للجزيرة نت "كيف اقتحموا القرية من الجهتين الجنوبية والشرقية، وكان أغلب سكان القرية قد هربوا منها، وبعد عمليات الذبح أحضروا عشرات الشاحنات ونهبوا محتويات المنازل."

ويتابع إن "سكان القرى الموالية القريبة كانوا قد هددونا بحرق القرية، فعلوا أكثر من ذلك، كنت أراقب ما يحدث من تلة قريبة، شقيقي وستة من أقربائي مفقودون، أخشى أنهم ذبحوا كالكثيرين".

قليلة هي الشهادات الحية عن المجزرة، فأغلب سكان القرية البالغ عددهم ستة آلاف نسمة، لا زالوا هائمين على وجوههم في البساتين، والقليل منهم تمكن من الوصول إلى قلعة الحصن وقرية الحصرجية، حسبما أكد أحد سكان القلعة، وقال إنه سمع من النازحين الناجين من المجزرة أن "عمليات ذبح حدثت في أكثر من موقع في القرية".

ذهول ويأس
ووصف المتحدث من قلعة الحصن -طلب عدم ذكر اسمه- حال الناجين بالمأساوي، "النساء والأطفال لا يتوقفون عن البكاء، أما الرجال في حالة ذهول ويأس، كل ما يفعلونه هو مراقبة طرقات القلعة، فقد يلمحون أحد أبنائهم أو أقاربهم قادما، وقد نجا من الموت".

ويؤكد ناشطون أن تسع أسر ذبحت بكافة أفرادها بمن فيهم الأطفال والنساء، ومن بينها أسرة ناشط إعلامي من أبناء القرية- تحفظوا على ذكر اسمه- ريثما يتم تأمين باقي أقربائه، وأن العدد الإجمالي للضحايا تجاوز 150 ضحية كلهم من المدنيين.

وكانت قوات النظام وعناصر من حزب الله حاصرت الزارة منذ ما يقارب شهرين، بغية طرد الجيش الحر منها، نظرا لأهمية موقعها، فهي بوابة قلعة الحصن، ولا تبعد سوى أربعة كيلومترات عن الحدود اللبنانية، فقصفتها بالمدفعية والصواريخ، واشتبكت مع الجيش الحر حتى دفعته للانسحاب بعد نفاد ذخيرته.

المصدر : الجزيرة