الطائرة الماليزية.. تحقيق وتكهنات والغموض سيد الموقف

A Malaysia Airlines aircraft is seen at Kuala Lumpur International Airport (KLIA) in Sepang outside Kuala Lumpur, Malaysia, 09 September 2013. According to reports, Malaysian authorities fined Malaysia Airlines and AirAsia 2.29 million euros on 06 September for allegedly breaching competition laws when they collaborated under a share-swap deal in August 2011.
الصورة لا تزال ضبابية بشأن مصير الطائرة الماليزية المختفية (الأوروبية)
 

undefined

سامر علاوي-كوالالمبور

أيام مضت على اختفاء طائرة الخطوط الجوية الماليزية التي كانت متجهة من كوالالمبور إلى بكين وعلى متنها 239 راكبا دون أن تقدم السلطات الماليزية إجابات تتعلق بملابسات اختفاء الرحلة "أش أم 370″، ورغم تأكيدها بدء تحقيقات واسعة بحثا عن اختراقات أمنية في مطار كوالالمبور فإن "أكبر غموض في تاريخ حوادث الطيران" -كما وصفه رئيس إدارة الطيران المدني الماليزي أظهر الدين
عبد الرحمن- ما زال قائما.

يكاد يكون التقدم الوحيد في تحقيقات السلطات الماليزية هو تأكيد الاشتباه في شخصين يعتقد أنهما استخدما جوازي سفر مزورين تم الإبلاغ عن سرقتهما العام الماضي، حسب بيان لمنظمة الشرطة الدولية (إنتربول) التي تشارك في التحقيقات.

ونفت السلطات النمساوية والإيطالية أن يكون مواطناهما اللذان تعود ملكية جوازي السفر لهما على متن الطائرة، لكن عدم الكشف عن صور الأشخاص المشتبه فيهم زاد من الغموض والالتباس بشأن احتمال تعرض الطائرة لعمل إرهابي، حسب ما قال للجزيرة نت المحلل السياسي الماليزي كريشنا مورثي.

التزوير والإرهاب
ووسع من دائرة التكهنات بشأن من يقف وراء هذا العمل والمستفيد منه، خصوصا أن الرحلة كانت مشتركة بين الخطوط الماليزية وشركة طيران "جنوب الصين"، وأن ثلثي الركاب صينيون.

التحقيقات شملت مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة في المطار والتحقيق مع مسؤولي دائرة الهجرة فيه، وأكد مسؤولون أمنيون أنهم تمكنوا من التعرف على حملة الجوازات المزورة دون نشرها، وهو ما جعل كريشنا يرى أن أبعادا سياسية وليست تقنية تقف وراء عدم الكشف عن صور المشتبه فيهم.

ويتابع أن سحنتهم توضح المنطقة التي ينتمون إليها، وبالتعرف على أشكالهم تضيق دائرة التكهنات، كما أن السلطات لم تكشف بعد عن أسباب إلغاء خمسة أشخاص سفرهم على متن الرحلة، مع تأكيدها أن أمتعتهم لم ترفع للطائرة، وأن جميع الإجراءات المتبعة بهذا الشأن متوافقة مع معايير الأمن والسلامة.

الصحفي الخبير في شؤون حوادث الطيران صغير أحمد لديه مقاربة أخرى، فقد أكد للجزيرة نت أن الحصول على جواز سفر مزور قد لا يحمل نوايا "إرهابية"، حيث إن كثيرا من اللاجئين غير الشرعيين يلجؤون لهذا الخيار، ولو أن الطائرة لم تتعرض لحادث لمضى حاملا الجوازين المزورين في طريقهما دون مشكلة، ولا يعرف إن كانا قد استخدما هذين الجوازين في رحلة سابقة أم لا، يضاف إلى ذلك أن المعطيات تشير إلى أنهما حصلا على تأشيرة سليمة من السفارة الصينية.

صغير أحمد: الحصول على جواز سفر مزور قد لا يحمل نوايا "إرهابية"، حيث إن كثيرا من اللاجئين غير الشرعيين يلجؤون لهذا الخيار

غموض أمني
وزير النقل الماليزي بالوكالة هشام الدين حسين -وهو نفسه وزير الدفاع- أقر ضمنيا بتعقيدات أبعاد التحقيقات الأمنية، وقال في مؤتمر صحفي بمطار كوالالمبور إنه أجرى اتصالات ومناقشات مطولة مع القيادة الصينية، وإن السفير الصيني في كوالالمبور على اطلاع كامل بتفاصيل التحقيقات.

وأضاف أن وفدا صينيا رفيعا وصل اليوم الاثنين إلى كوالالمبور للمساعدة في مهمة من ثلاثة أبعاد: المساعدة في عمليات البحث، والتحقيقات الجارية بشأن أسباب اختفاء الطائرة، إضافة إلى مرافقة العائلات الصينية من ضحايا الطائرة المختطفة.

وفسر بعض المراقبين تحذير الوزير الماليزي من الأخذ بأي معلومات خاطئة بأنه تبرير لنقص المعلومات المقدمة من الحكومة الماليزية بشأن تحقيقاتها الأمنية والتي باتت تركز على فرضية العمل الإرهابي، في حين أن عمليات البحث لم تنتهِ بعد، ولم يتم العثور على أي دليل يعتد به بشأن مصير الطائرة.

ويرى هؤلاء المراقبون أن الغموض الأمني سيبقى قائما ما لم يتم العثور على حطام الطائرة، الأمر الذي أصبح مشكوكا فيه برأي الخبير صغير أحمد، ويضيف للجزيرة نت أنه ما لم يتم العثور على جسم الطائرة فإن معرفة أسباب تحطمها لا تتعدى التكهنات، وأشار إلى إنه شارك في متابعة عمليات بحث عن طائرات اختفت في المنطقة، منها طائرة سريلانكية اختفت عام 1983 بينما كانت في رحلة من كوالالمبور إلى كولومبو ولم يعثر على أثر لها حتى الآن.

المصدر : الجزيرة