رفض اتهام بلدة ببيلا بخيانة الثورة السورية

الوفد المفاوض التابع للنظام داخل ببيلا
undefined

 
الجزيرة نت-دمشق
 
انهالت الاتهامات من بعض الفصائل الثورية على بلدة ببيلا (جنوب دمشق) بعد دخول وفد النظام السوري إليها وتصوير الإعلام الرسمي عناصر من الجيش الحر وهم يقفون إلى جانب جنود من القوات الحكومية.
 
وكان النظام السوري عرض هدنة على السكان أبرز بنودها إيقاف إطلاق النار بين الطرفين، والسماح للمدنيين المحاصرين داخل البلدة بالخروج منها، وإدخال مساعدات غذائية ودوائية، مقابل السماح لبعض قيادات الدولة بالدخول إليها لرفع العلم والتصوير أثناء ذلك، وتمت الموافقة على هذه المطالب.
 
وردا على هذه الخطوة، اتهم البعض الجيش الحر بالخيانة، في حين ألقى آخرون باللوم على سكان البلدة.
 
لكن الناطق باسم مجلس قيادة الثورة في دمشق فاروق الرفاعي يرى أن الهدنة لا تعتبر خيانة لأنها ستجعل حال المدنيين أفضل بعيدا عن القصف والموت بسبب الجوع ونقص الدواء.
 
هدن ومفاوضات
ويضيف -في حديث للجزيرة نت- أن كل الحروب تحدث فيها هدن ومفاوضات، ولكن الذي يعتبر خيانة هو التنازل للنظام بإلقاء السلاح ودخول قواته للمنطقة وتسليم بعض المطلوبين له، وفق تقديره.
 
ويقول الرفاعي "طبعا حدثت بعض من هذه الأمور في ببيلا"، لكنه لفت للجانب الإيجابي في الهدنة، حيث تم إخراج 4500 مدني من البلدة دون التعرض لهم، وهو ما يفوق ما استطاع الائتلاف السوري المعارض إخراجه من المحاصرين في حمص أثناء مؤتمر جنيف، على حد قوله.
 
‪ببيلا تعرضت لدمار هائل وحصار خانق من النظام السوري‬ (الجزيرة)
‪ببيلا تعرضت لدمار هائل وحصار خانق من النظام السوري‬ (الجزيرة)

ويضيف الرفاعي أنه تم إدخال عدد كبير من الطرود الغذائية، وفتح الطريق للمدنيين ليتمكنوا من الدخول إلى ببيلا للاطمئنان على أهاليهم وممتلكاتهم.

 
أما عن الصور التي التقطت لبعض عناصر الجيش الحر مع النظام، فيقول الرفاعي إن البعض استغلها لتصوير الأمر وكأنه "استتابة ببيلا وطلب العودة لأكناف النظام".
 
ويرى أن الأمر على أرض الواقع ليس كذلك، إنما هناك تفاصيل حُرّفت وفهمت بمعنى آخر مغاير للحقيقة.
 
صرخات الجوع
من جانبه، شن الناطق باسم شبكة أخبار دمشق أبو بسام الدمشقي هجوما لاذعا على من وصفهم بالمنظرين الذين يتهمون ببيلا وقاطنيها بالخيانة، متسائلا أين كان هؤلاء عند سماعهم صرخات الجوع على مدار أكثر من عام ونصف العام.
 
ويؤكد الدمشقي للجزيرة نت أن أحد شروط الهدنة هو دخول بعض أعيان النظام وبينهم المحافظ وقائد شرطة دمشق مع كاميرات وسائل الإعلام الرسمية ورفع العلم السوري.
 
ويلفت إلى أن المرافقين للمحافظ كانوا حوالي 20 وليسوا من الجيش النظامي رغم أنهم يرتدون ملابس عسكرية، قائلا إن الحكومة في دمشق تبحث عن نصر إعلامي فقط لأن وفدها غادر بعد ربع ساعة "وكل شيء عاد لما كان عليه".
 
يذكّر الدمشقي بأن ريف دمشق الجنوبي لا يزال محاصرا ويستنجد لأكثر من عام، ويستغرب من اتهامات التخوين رغم أن العالم أجمع دفع البلدة لقبول الهدنة، حسب تعبيره.
المصدر : الجزيرة