اللاجئون السوريون بأربيل بين الحاجة والاستغلال

عمال سوريين
undefined

ناظم الكاكئي-أربيل

خالد حسان لاجئ سوري يعيش مع عائلته في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، ومع أنه خريج أحد معاهد الكمبيوتر في بلاده فإنه لم يجد عملاً يتوافق مع تخصصه فاضطر للعمل في أحد مطاعم المدينة لكي يؤمن بعضاً من احتياجات أسرته.

وقال حسان إنه فوجئ كثيراً عندما عرف أن زملاءه من العراقيين العاملين بالمطعم يتقاضون أجوراً أعلى من نظرائهم السوريين رغم أنهم يعملون ساعات أقل.

وأضاف أنه تحدث إلى رب العمل بهذا الخصوص إلا أن الأخير برر ذلك بالقول إن العراقيين مواطنون مقيمون في بلدهم وأنتم ستعودون إلى دياركم عاجلاً أو آجلاً.

وأشار حسان في حديثه للجزيرة نت إلى أن الأجر الذي يتقاضاه لا يكاد يسد رمق المعيشة في هذه المدينة، لكنه مع ذلك لا يرغب في الانتقال منها إلى المخيمات نظراً لصعوبة الحياة فيها.

سوريون يعدون
سوريون يعدون "ساندويتشات الشاورما" بمطعم في أربيل (الجزيرة)

معاناة واحدة
لم يذهب محمد حاجي -وهو أيضاً لاجئ سوري يعمل في ورشة حدادة في المنطقة الصناعية بأطراف المدينة- بعيداً عن رأي حسان، حيث قال "أنا أعمل في هذه الورشة منذ تسعة أشهر لكني للأسف أتقاضى أجراً أقل من زميلي العراقي الذي جرى تعيينه قبل أسبوع".

وتابع "عليَّ أن أفتح الورشة في الثامنة صباحاً لأني أقيم فيها وأن أحرسها بعد أن يغادر بقية العمال المكان، لكني مقتنع بعملي وأجري، مع أني أجني منه القليل كوني أقيم في الورشة نفسها بعد أن تركت عائلتي في مخيم دوميس بمحافظة دهوك".

أما رامي الحلبي فقد دخل سوق العمل في أربيل من خلال محل للحلويات بعد أن أغلق المحل الذي كان يملكه في مدينة حلب السورية.

يقول رامي إن العمل في أربيل مربح جداً، وإنه لن يعود إلى بلاده حتى وإن تحسن الوضع هناك.  

‪أورهان صاحب مطعم بأربيل‬  (الجزيرة)
‪أورهان صاحب مطعم بأربيل‬ (الجزيرة)

وأضاف أن حاله بالأساس ميسورة، وأنه يشرف على عمال جميعهم من السوريين حيث يعاملهم بصورة جيدة لكنه لا ينكر صعوبة الحصول على تصريح العمل والإقامة لمن يرغب في العمل لحسابه من اللاجئين في أربيل.

أورهان يوسف صاحب مطعم في المدينة، وأغلب عماله من السوريين وهو يفضلهم على الآخرين لأنهم -حسب قوله- ملتزمون بمواعيد العمل، ويحسنون التعامل مع الزبائن، ويعملون بإخلاص وبأجور أقل. ومضى إلى القول إن دخل المطعم زاد بعد أن قام بتشغيل عمال سوريين.

من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي كامران كريم أن هناك نقصاً في تشريعات وقوانين العمل في العراق، وهو ما أدى -حسب تعبيره- إلى استغلال الظروف الحرجة لهؤلاء اللاجئين السوريين وعدم مساواتهم بالعمالة المحلية.

ودعا في تصريح للجزيرة نت المؤسسات التشريعية والتنفيذية في إقليم كردستان العراق إلى سن قوانين وقرارات تتعلق بالعمالة الأجنبية -وخاصة ممن يتوافدون إلى العراق بسبب الأوضاع السياسية في بلدانهم- تحول دون التمييز "لأن ذلك يؤدي إلى انتشار البطالة بين أبناء البلد الذين لا يقبلون العمل بأجور زهيدة. 

المصدر : الجزيرة