تباين بتفسير قرار سعودي حول القتال بالخارج

epa03270596 Saudi Arabia's King Abdullah bin Abdul Aziz (C) looks on during the funeral of the late Crown Prince, Deputy Prime Minister and Interior Minister Naif Bin Abdul Aziz at the Haram el-Sharif Great Mosque, in the holy city of Mecca, Saudi Arabia, 17 June 2012. Saudi Arabia on 17 June buried its heir apparent Naif bin Abdul Aziz following a funeral attended by mourning presidents and premiers from several countries. Naif's body
undefined

ياسر باعامر-جدة

ارتفعت وتيرة الهجوم الذي تشنه صحف سعودية على تيارات الإسلام السياسي، وتحديداً جماعة الإخوان المسلمين، بالتزامن مع صدور الأمر الملكي الذي يفرض عقوبات بالسجن لمدة تصل لعشرين عاماً على كل من يشارك في أعمال قتالية خارج البلاد، أو من ينتمي لتيارات فكرية مصنفة كمنظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دولياً.

ورغم أن قرار الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لم يشر صراحة إلى أسماء تيارات بعينها، فإن الصحافة المحلية، وخاصة تلك التي لديها خصومة فكرية وسياسية مع الإسلاميين، كانت تسعى لتوجيه مسار القرار عبر استنطاق مثقفين ورجال دولة رسميين بأن المعني بذلك تنظيم القاعدة والتيار السروري وجماعة الدعوة والتبليغ وجماعة الإخوان المسلمين، بحسب مراقبين محليين تحدثوا للجزيرة نت.

‪استخدام شعار
‪استخدام شعار "رابعة" بالصفحات الاجتماعية قد يشمله الأمر الملكي‬ (أسوشيتد برس)

لوائح تفسيرية
وأثار غموض القرار من حيث عدم تحديده للتيارات المعنية، حالة من الشد والجذب في الأوساط المحلية، وهو ما جعل الكاتب الصحفي عبد العزيز قاسم يقول إن الأمر بحاجة إلى مذكرة تفسيرية.

وأوضح قاسم للجزيرة نت أن هناك عبارات مطلقة مثل "تبني فكرها" و"بأي صورة كانت" و"التحريض"، ولذلك فهي بحاجة للوائح تفسيرية ملحقة توضح المقصود من ذلك بشكل مفصل. وأضاف أن القرار الملكي لم يقتصر على الجماعات الدينية، بل ينسحب أيضاً على التيار الليبرالي المتطرف.

وأكثر ما تفاعل معه المغردون السعوديون في موقع التواصل الاجتماعي توتير هو ما ذكره عضو مجلس الشورى السعودي ومستشار وزارة العدل ناصر الداود من أن استخدام شعار "رابعة" في الشبكات الاجتماعية يدخل في عقوبات الأمر الملكي الأخير، الأمر الذي دفع بعض المواقع المحسوبة على الإسلاميين مثل "جوال فكر" إلى وصف الرجل بأنه "سيسي أكثر من السيسي"، في إشارة إلى وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي الذي أطاح بالرئيس المدني المنتخب محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز الماضي.

الهجوم الإعلامي والفكري على عموم الإسلاميين دفع عددا من الخطباء المشهورين للدخول على خط هذا الملف، في حين نشرت صحف رسوم غرافيكس للجماعات المصنفة "إرهابيا"

رسوم توضيحية
كما لجأت صحف أخرى إلى استخدام الرسوم التوضيحية (غرافيكس)، كصحيفة "الاقتصادية"، التي أظهرت جماعة الإخوان المسلمين كأبرز الجماعات المصنفة "إرهابية"، و"التي يخرج منها عدد من الجماعات المسلحة" كالجماعة الإسلامية وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة وكتائب عبد الله عزام، وشخصيات كأسامة بن لادن وأيمن الظواهري.

الهجوم الإعلامي والفكري على عموم الإسلاميين، دفع عددا من الخطباء المشهورين في الوسط المحلي إلى الدخول على خط هذا الملف، ومن أشهر الخطب التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي وبرنامج الدردشة الهاتفية "الواتس آب"، والتي رصدتها الجزيرة نت خطبة "الإرهاب.. مقاربة موضوعية" للدكتور عادل باناعمة.

وقال باناعمة فيها إن "الإرهاب موجود، ومكافحته مطلب شرعي وعقلي ووطني، ولكن تحديد المفهوم قرار وطني بامتياز لا ينبغي أن يتدخل فيه الآخرون، يحدده الوطن قيادة وشعبا عبر معلومات دقيقة ورؤية صحيحة وشورى واسعة وموضوعية منصفة، بعيدا عن تحريض كاتب هنا أو تعلي موتور هناك، لأن تجارب التاريخ علمتنا أن الانحياز وعدم الموضوعية في تحديد مفهوم الإرهاب يورث انشقاقا مجتمعيا وصراعا طبقيا لا يمكن أن يستفيد منه أحد أبدا".

البعد الإقليمي
الكاتب قاسم يعطي القرار دلالة إقليمية بامتياز، قائلا إن القرار الملكي يشمل أيضا منتسبي حزب الله اللبناني والطلائع الرسالية للشيعة السعوديين وحاملي السلاح في العوامية بالقطيف، وليس حصراً على القاعدة.

ويشير إلى أن القرار "نسف ما كانت تتبجح به الصحف الإيرانية واللبنانية بأن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام صناعة سعودية ومهندسها رئيس الاستخبارات الأمير بندر بن سلطان"، ونفى قاسم أن يكون للقرار أي علاقة بزيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما المرتقبة للرياض، مؤكدا أن القضية استعرت داخليا، على حد قوله.

وأضاف أن الرياض قامت بهذه الخطوة التاريخية "لإيقاف ولجم الشباب السعودي عن الذهاب للقتال في سوريا، بعد أن باتوا لعبة بأيدي الاستخبارات الغربية والإيرانية".

ويتساءل الكاتب الصحفي "هل ستوقف إيران في المقابل متطرفيها وتسحبهم من سوريا، وتقوم بدورها لتهدئة المنطقة؟".

وأشار إلى أن عددا من المواقع الشيعية الموالية لطهران على الإنترنت قالت إن القرار السعودي الأخير تخلٍ عن مقاتليها في سوريا.

المصدر : الجزيرة