ماذا يعني تهديد الدولة اليمنية للحوثيين؟

تحول في موقف الدولة باليمن تجاه حروب الحوثيين والقبائل
undefined
مأرب الورد-صنعاء

أثارت التهديدات التي وجهها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لـجماعة الحوثيين بتدخل الدولة في حال واصلوا تقدمهم عسكرياً نحو العاصمة صنعاء تساؤلات عدة عن نوع هذا التدخل وتوقيته وهل بدأ صبر الدولة اليمينية ينفد تجاه الحوثيين؟

في الجهة المقابلة, نفى الحوثيون صدور هذه التهديدات وإن لم يمانعوا في تدخل الدولة لتأمين الطرقات, بينما اعتبرت القبائل الإعلان عن هذا التدخل تحركا متأخرا لكنه جاد هذه المرة بعد استشعار خطر الحرب واقترابها من طرق أبواب العاصمة صنعاء.

وكان الرئيس هادي وجه تهديداً عبر أعضاء لجان الوساطة إلى جماعة الحوثي بتدخل الدولة إذا ما استمرت في توسعها عسكرياً خارج مدينة حوث بمحافظة عمران شمال صنعاء.

وهذه المرة الأولى التي يلوح فيها الرئيس بتدخل الدولة -دون أن يتضح نوع هذا التدخل- بعد أن التزمت في الفترة الماضية الحياد بين أطراف الصراع والاكتفاء بتشكيل لجان الوساطة.

وكان عبد القادر هلال -أمين العاصمة صنعاء، وأحد أعضاء لجنة الوساطة- أعلن أمس الخميس تقديم استقالته على إثر خرق الحوثيين لاتفاق وقف إطلاق النار في أرحب, بينما لا يزال وقف إطلاق النار الذي وقعه الحوثيون والقبائل في حاشد بعمران هشاً.

‪‬ الحوثيون لم يمانعوا في تدخل الدولة لتأمين الطرقات(الجزيرة نت)
‪‬ الحوثيون لم يمانعوا في تدخل الدولة لتأمين الطرقات(الجزيرة نت)

نفي حوثي
بدوره, أكد مستشار الرئيس اليمني, فارس السقاف, أن تهديدات الرئيس جاءت على خلفية إصرار أحد طرفي الصراع (في إشارة للحوثي) على تحقيق مكاسب على الأرض في ظل اتفاق هش.

لكن السقاف قال في حديث للجزيرة نت إن الرئاسة لا تريد إقحام الجيش بين طرفي الصراع لأنها تستطيع حل المسألة عبر لجان الوساطة مثلما نجحت من قبل في دماج بمحافظة صعدة والجوف.

وأوضح أن الدولة دعت منذ البداية إلى وقف الاقتتال وأوفدت لجانا للوساطة لمختلف مناطق الصراع.

من جانبه, نفى عضو مؤتمر الحوار عن جماعة الحوثي, علي العماد، صدور مثل هذه التهديدات من قبل الرئيس وقال إن ما نُشر بهذا الخصوص غير صحيح إطلاقاً.

أكد العماد -في حديث للجزيرة نت- أن جماعته مع تدخل الدولة لتأمين الطرقات وبسط نفوذها على كل المناطق على أن يكون تدخلها "ضمن أسس وطنية".

وبشأن الاتهامات الموجهة للحوثيين بسعيهم لدخول صنعاء, قال العماد إنه لا يوجد لديهم أي نية للتوسع وهم موجودون بشكل طبيعي في صنعاء ويؤمنون بالتعايش مع الآخر.

وأوضح أن الحوثيين ملتزمون بوقف إطلاق النار وسوف يثبتون حُسن نواياهم حيال ذلك للرأي العام.

اتهم الذيفاني جماعة الحوثي بتوسيع نفوذها من أجل الضغط على الدولة حتى يكون لها إقليم ضمن أقاليم الدولة الاتحادية القادمة

تدخل متأخر
في المقابل, اعتبر الناطق الرسمي باسم تحالف قبائل اليمن عنتر الذيفاني هذا التحرك من قبل الدولة بأنه تدخل متأخر لكنه جاد هذه المرة بعد أن استشعرت استفحال الخطر واقترابه من طرق أبواب صنعاء.

وطالب في حديث للجزيرة نت الدولة ببسط نفوذها على كافة مناطق البلاد بما فيها عمران وحماية المواطنين من "استفزازات مليشيات الحوثي التي تقوم بها في الطرقات".

واتهم الذيفاني جماعة الحوثي بتوسيع نفوذها من أجل الضغط على الدولة حتى يكون لها إقليم ضمن أقاليم الدولة الاتحادية القادمة.

ودعا الناطق باسم تحالف قبائل اليمن الحوثيين إلى تحكيم العقل والمنطق والاقتناع بأن اليمنيين لن يسمحوا بالعودة إلى ما قبل ثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962 التي أطاحت بالحكم الملكي في شمالي اليمن.

يشار إلى أن الحوثيين يسيطرون على محافظة صعدة وبعض مناطق محافظة عمران شمالي اليمن وسبق أن خاضوا ست حروب مع نظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح منذ 2004 ويشاركون حالياً في العملية السياسية الانتقالية.

المصدر : الجزيرة