ملاحقات جديدة للصحف السودانية

صحف سودانية
undefined

عماد عبد الهادي-الخرطوم

لم تخيب السلطات السودانية ظن منظمات محلية وإقليمية مهتمة بحرية الصحافة كانت قد وضعت السودان ضمن أكثر البلدان العربية انتهاكا للحريات الصحفية، بحجبها ومصادرتها أعداد ثلاث صحف سياسية الثلاثاء بعد طباعتها دون ذكر أي أسباب.

وجاء حجب الصحف الثلاث بعيد خطاب للرئيس السوداني عمر البشير الأسبوع الماضي، أعلن عبره إطلاق الحريات العامة بغية تهيئة الأجواء لحوار سياسي يجمع فرقاء السودان.

ومع غياب أي تبرير للمسؤولين الحكوميين للخطوة الجديدة، اعتبرتها مؤسسات صحفية انتكاسة جديدة تبرهن على عدم الاستعداد الحكومي للانتقال بالبلاد من حالة الاحتقان السياسي والأمني إلى مربع يفتح أبواب الوفاق الوطني.

‪تيتاوي: حجب الصحف يتناقض مع ما أعلن عن فتح الباب للحريات الصحفية والعامة‬ (الجزيرة نت)
‪تيتاوي: حجب الصحف يتناقض مع ما أعلن عن فتح الباب للحريات الصحفية والعامة‬ (الجزيرة نت)

وكانت الشبكة العربية لحرية الصحافة قالت إن استخدام الحكومة الأساليب الأمنية في مواجهة حرية الصحافة وتصاعد حدة الانتهاكات التي تقترفها الأجهزة الأمنية ضد الصحف، "جعلت من السودان واحدا من أشد أعداء الصحافة وحرياتها في العالم".

معاهدات ومواثيق
وأكدت الشبكة في بيان لها الأسبوع الماضي أن الإجراءات الأمنية التي تنتهجها السلطات السودانية مع الصحف والصحفيين بصفة شبه يومية، تتنافى مع المعاهدات والمواثيق الدولية التي تدعم حرية الرأي والتعبير بصفة عامة والحريات الصحفية بصفة خاصة، محذرة من استمرار التضييق على الحريات الصحفية والإعلامية والاستمرار في استخدام الأساليب الأمنية غير القانونية.

محجوب محمد صالح رئيس تحرير صحيفة الأيام المستقلة التي حُجب عددها الصادر اليوم مع صحيفتي ألوان والصحافة، أكد للجزيرة نت عدم وجود أي مبررات لمصادرة الصحيفة، معتبرا أن الإجراء يأتي "في إطار المصادرات التي ظلت تنتهجها أجهزة الحكومة الأمنية دون سابق إنذار".

وقال صالح إن الجميع لم يجد تفسيرا لما حدث "لا من جهاز الأمن ولا من المجلس القومي للصحافة والمطبوعات ولا من أي جهة ذات صلة"، لافتا الانتباه إلى أن ذلك يجافي ما طرحته الحكومة خلال الأيام الماضية حول الحريات العامة في البلاد.

أما رئيس الاتحاد العام للصحفيين السودانيين محي الدين تيتاوي فيشير إلى ما أسماه الموقف الثابت الرافض لمبدأ مصادرة أو حجب الصحف.

عمل متناقض
وقال تيتاوي إن الإجراءات الأمنية في ظل خطاب رئيس الجمهورية الداعي إلى اتفاق السودانيين على عمل وطني، تشكل عملا غير جائز أو مقبول. وأكد تناقض حجب الصحف مع ما أعلن عن فتح الباب للحريات الصحفية والعامة في البلاد.

‪محمد‬ (الجزيرة نت)
‪محمد‬ (الجزيرة نت)

واعتبر أن هذا الحجب "لن يكون مدخلا سليما لمرحلة تدعو فيها الحكومة الجميع للخروج بالسودان من أزمته الراهنة"، مطالبا بوقف مصادرة الصحف أو حجبها دون إجراءات قضائية متفق عليها.

من جهتها، انتقدت الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات ما أسمته الانتكاسة الجديدة، مشيرة إلى غياب الحريات الصحفية والعامة في البلاد حتى الآن.

عدم جدية
واعتبرت الهيئة في تصريح صحفي تلقت الجزيرة نت نسخة منه أن ما حدث مؤشر على عدم جدية الحكومة في ما طرحته حول الحوار الوطني والوفاق بين مكونات البلاد المختلفة، مشيرة إلى أن ذلك يمثل تناقضا بين أقوال السلطة وأفعالها.

أما شبكة الصحفيين السودانيين فقالت إن استمرار مصادرة الصحف من قبل جهاز الأمن يفضح خطاب الرئيس عن وثبة الإصلاح السياسي التي دعا فيها إلى حوار مع مكونات المجتمع السوداني، وإطلاق الحريات العامة.

وذكرت الشبكة في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه أن انتهاكات الأمن على الصحافة بعد خطاب الرئيس أكثر منها قبله، وقالت إن ذلك "يؤكد أن حديث الحكومة عن الحريات الصحفية بات للاستهلاك السياسي فقط".

المصدر : الجزيرة