تباين بمواقف اليمنيين في الذكرى الثالثة للثورة

مظاهرة في صنعاء للمطالبة بتحقيق أهداف الثورة
undefined

مأرب الورد-صنعاء

يحتفل اليمنيون اليوم الثلاثاء بالذكرى الثالثة لثورة 11 فبراير/شباط 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح, وسط تباين في مواقف الثوار بشأن إنجازات وإخفاقات الثورة بين من يرى أن أهم أهدافها تحققت، ومن يعتقد خلاف ذلك مستشهدا ببقاء المعتقلين في السجون.

وساهمت جملة من العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية في خروج اليمنيين للمطالبة بإسقاط نظام صالح الذي رضخ للاحتجاجات وتنحى بعد توقيعه على المبادرة الخليجية لنقل السلطة مقابل منحه ورموز نظامه حصانة من الملاحقة القضائية.

وإذا كانت الثورة في اليمن تشترك مع مثيلاتها ببلدان الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا من حيث أسباب تفجّرها فإنها تختلف معها في الخاتمة التي آلت إليها وتوجت بتسوية سياسية أبقتها أسيرة صراع إرادتين، إحداهما مع التغيير والأخرى ضده.

لكن كيف يُقيّم الثوار مسيرة الثورة اليوم، وهل تحققت كامل أهدافها أو على الأقل جزء منها، وما الذي لم يتحقق؟

‪قاسم: أهم أهداف الثورة وهو إسقاط‬ (الجزيرة نت)
‪قاسم: أهم أهداف الثورة وهو إسقاط‬ (الجزيرة نت)

الإنجازات
يشير الناطق باسم مجلس قوى الثورة الجنوبية علي قاسم إلى أن أهم أهداف الثورة تحققت، وفي مقدمتها إسقاط رأس النظام وأقاربه من مفاصل الدولة في المؤسسات العسكرية والمدنية.

ومن الإنجازات التي تحققت -وفق قاسم- هيكلة الجيش على الأقل نظريا، والاعتراف بالقضية الجنوبية وعقد مؤتمر الحوار الوطني الذي تضمنت مخرجاته أهداف الثورة الرامية لتأسيس نظام ديمقراطي عادل.

ويرى الناشط في الثورة أن اليمنيين هدموا جدار الخوف وأصبحوا ينعمون بحرية يستطيعون من خلالها التعبير عن مطالبهم والاحتجاج لأجل تحقيقها في أي وقت وفي أي مؤسسة حكومية بخلاف الماضي.

بدوره، أكد رئيس ائتلاف إرادة شعب في ساحة التغيير بصنعاء فارس الشعري أن عددا من أهداف الثورة تحققت وما تبقى في طريقه للتحقق، وذلك "لأن الثورة لا تزال مستمرة لحين الوصول إلى غاياتها".

وقال في حديث للجزيرة نت إنه لو لم يتم إسقاط إلا النظام العائلي، والقضاء على مشروع التوريث لكفى، لا سيما أن هذا كان أحد أسباب خروج اليمنيين للثورة ضد هذا النظام.

وأشار إلى أن مؤتمر الحوار الوطني عكس تلك الأهداف التي أفضت مخرجاته إلى وثيقة تؤسس لبناء دولة مؤسسات وترسي مبدأ التداول السلمي للسلطة, فضلا عن مناخ الحريات العامة الأخرى والسعي لطي صفحة الإقصاء.

‪حيدرة: النظام السابق لم يسقط كاملا‬ (الجزيرة نت)
‪حيدرة: النظام السابق لم يسقط كاملا‬ (الجزيرة نت)

إخفاقات
في المقابل, قال الناشط الشبابي في الثورة كمال حيدرة إن النظام السابق لم يسقط كاملا، وإنما جرى تدويره ولم تتحقق الأهداف الرئيسية الأخرى كمحاكمة المتهمين بقتل الثوار واسترداد الأموال المنهوبة.

وفي حديث للجزيرة نت، أشار إلى أن أهدافا أخرى مثل إعادة صياغة معادلة القوة المنتجة للسلطة ومعالجة اختلالها الذي أنتج الوضع السابق ضاعت في ظل العملية السياسية القائمة.

أما الناشط السياسي عبد الله بن عامر فيقول إن ما خرجوا لأجله وكان يفترض تحقيقه اليوم لم يحدث، ولذلك لا يزال يطالب بتحقيق تلك الأهداف المرفوعة قبل ثلاثة أعوام.

وأرجع بن عامر السبب وراء ذلك إلى عدم إنجاز الحسم الثوري واللجوء لتوافق القوى السياسية على التقاسم والمحاصصة بما يراعي أوزان كل منها وبرعاية إقليمية ودولية, وهو ما لم يؤدِ إلى بناء جيش وأمن وطنيين كأحد أهم الأهداف.

وأكد أن الأوضاع الأمنية والاقتصادية ازدادت سوءا، وتم الالتفاف على مخرجات مؤتمر الحوار التي كان يعول عليها لإحداث تغيير نوعي وشامل في مختلف المجالات.

وبين الرأيين, يقول محمد صالح -الذي لم يكن مؤيدا للثورة قبل اندلاعها لخشيته من تحولها إلى صراع مسلح في ظل توافر السلاح لدى اليمنيين- إن تحقيق استقرار نسبي لأسعار المواد الغذائية واختفاء أزمات المواد الأساسية كالغاز المنزلي أهم إنجاز لديه كرب أسرة.

المصدر : الجزيرة