تنظيم الدولة والنظام يتفقان على تشغيل المحطة الحرارية بحلب

اتفاق بين النظام والتنظيم سمح بتشغيل المحطة بالحدود الدنيا.png
المحطة الحرارية في حلب أبرز محطات توليد الكهرباء بسوريا (الجزيرة نت)

الجزيرة نت-حلب

بعد توقف دام أكثر من عام عقب سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عليها أعيد تشغيل مجموعة واحدة من المحطة الحرارية للكهرباء في حلب عقب مفاوضات طويلة جرت بين التنظيم والنظام السوري توسطت فيها لجنة من وجهاء المنطقة، وأشخاص يرتبطون بعلاقات جيدة مع الطرفين، لكن الشكوك تحيط بصمود الاتفاق.

وقال أبو عبدو -أحد الذين شاركوا في الوساطة- إن الاتفاق يتضمن أن يشغل التنظيم المحطة، بينما يقوم النظام بتزويدها بالغاز اللازم للتشغيل، ودفع أجور العاملين فيها.

وأضاف "جرى اتفاق غير معلن على تقاسم الناتج الكهربائي مناصفة بين مناطق سيطرة الفريقين، حيث يتم تزويد مدينة حلب التي يتوزع النظام وفصائل المعارضة السيطرة عليها"، معتبرا أن النظام "هو المستفيد الأكبر من هذا الاتفاق، لأن سكان المناطق التي يسيطر عليها في حلب أضعاف السكان في مناطق سيطرة المعارضة بعدما غادر أغلبهم المدينة خوفا من البراميل المتفجرة".

وذكر مصدر مطلع للجزيرة نت -رفض ذكر اسمه- أن مفاوضات تُجرى حاليا بين الطرفين من أجل السماح لعمال المحطة بالعودة إلى المساكن المجاورة لها بعد أن خرجوا منها نتيجة العمليات العسكرية بغية تجنيبهم مخاطر الطريق.

وكان تنظيم الدولة قد سيطر على المساكن قبل سيطرته على المحطة، حيث كانت تُجرى عمليات قنص بين عناصر النظام والتنظيم، ويخشى معظم العمال العودة إلى المساكن خشية نقض الاتفاق في أي لحظة.


أبو فارس: 
المحطة عادت للعمل في ظروف صعبة، والعمال يتخوفون من مواجهات محتملة
"

مخاوف
وقال المهندس أبو فارس -الذي يعمل في المحطة- إنها عادت للعمل "في ظروف أمنية صعبة واستثنائية، حيث إن المسافة الفاصلة بين التنظيم الذي يسيطر على المحطة والسكن الملحق بها، والنظام الذي يسيطر على المناطق المحيطة بالمحطة تقدر بمئات الأمتار، والعمال يتخوفون من مواجهة محتملة بين الطرفين".

وحذر من حدوث عمليات عسكرية كبيرة بين النظام والتنظيم في المنطقة تؤدي لخسارة المحطة، وربما إحداث كارثة بيئية بسبب احتمال انفجار خزانات الهيدروجين المستخدم في تبريد المراجل.

وأضاف أبو فارس للجزيرة نت أن تنظيم الدولة "يمارس ضغوطا كبيرة على عمال المحطة، واعتقل العديد منهم، وأعدم بعضهم بتهمة التعامل مع الأمن السوري، ويتعرض لنا بالكلمات والعبارات المهينة والمذلة نفسها التي كانت توجه لنا من قبل عناصر الحرس الجمهوري عندما كان يسيطر عليها قبل عام".

أما أبو أحمد -أحد الفنيين في المحطة- فيؤكد "استحالة عودة المحطة للعمل بوتيرتها العادية، لأنها بحاجة لأعمال صيانة كثيرة، وقطع تبديل تقدر قيمتها بمئات آلاف الدولارات"، ورجح توقفها عن العمل قريبا، بسبب عجز الطرفين عن تأمين مستلزمات تشغليها وصيانتها.

يذكر أن المحطة الحرارية الواقعة شرق المدينة على طريق حلب الرقة تعد أكبر محطات توليد الكهرباء في سوريا، وتتكون من خمس مجموعات توليد بخارية بقدرة كلية تقدر بـ1100 ميغاواط، يقوم على تشغيل المجموعة الواحدة حوالي سبعين عاملا، وتم تحويلها لتعمل بالغاز بعد أن كانت تعمل سابقا بالفيول.

المصدر : الجزيرة