بريطانيا تتجه لتبرئة الإخوان من تهمة الإرهاب

مكتب رئيس الوزراء البريطاني
مصادر مكتب رئيس الوزراء البريطاني أكدت أن التقرير لن ينشر كاملا وسيقتصر الأمر على مقتطفات منه (الجزيرة نت-أرشيف)

محمد أمين-لندن

نشرت صحيفة ذي فايننشال تايمز البريطانية تسريبا جديدا من داخل مكتب رئيس الوزراء ديفد كاميرون قد يكون الأخير قبيل صدور خلاصة التقرير الحكومي حول نشاط جماعة الإخوان المسلمين في بريطانيا، وسط مؤشرات على تبرئته للجماعة مما يوصف بالإرهاب.

ويعكس التكتم الرسمي وعدم رغبة أي جهة حكومية في التعليق على هذا التسريب الجديد، تفرّد مكتب كاميرون بالإمساك بكل خيوط ومجريات هذا التقرير الذي أكد مصدر رسمي من داخل المكتب للصحيفة أنه لن ينشر بالكامل، وستكتفي الحكومة بنشر ملخص عنه للرأي العام لن يصنف جماعة الإخوان المسلمين على أنها جماعة إرهابية.

وحاول المصدر الرسمي التأكيد أن التقرير لم يتأخر، بل إن إعداده استغرق وقتا أطول مما كان متوقعا وقت البدء فيه في أبريل/نيسان الماضي.

‪ديفد هيرست غير متفاجئ بعدم‬ (الجزيرة نت)
‪ديفد هيرست غير متفاجئ بعدم‬ (الجزيرة نت)

وفي حديث للجزيرة نت تعليقا على هذا التسريب الجديد، قال الكاتب والصحفي البريطاني ديفد هيرست إنه غير متفاجئ من عدم نشر التقرير كاملا، لأنه -أي التقرير- "لم يقل ما كان يريد كاميرون أن يسمعه".

واعتبر هيرست الذي تابع الملف منذ اليوم الأول أنه "منذ بدء التحقيق والحكومة البريطانية تشعر أنها بين مطرقة طلب السعودية والإمارات من لندن تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، وبين سندان أن النتيجة المركزية للتقرير بشأن الإخوان لم تنته إلى هذا الأمر، ولم تربطهم بتفجيرات حافلة السياح في القاهرة أو بأي عمل إرهابي آخر في المنطقة".

سياسة ثابثة
ومضى هيرست يقول "إن الخلاصة التي يمكن أن يستنتجها أي رئيس وزراء ببريطانيا من هذا الفصل غير السعيد أن شركاء البلاد في دول الخليج ليسوا صادقين، وأن سياسة لندن حيال قضايا الشرق الأوسط يجب أن تكون ثابتة أكثر من محاولة إرضاء بعض الدول رغم الفشل في ذلك".

الجدير بالذكر أن ذي فايننشال تايمز ذاتها نقلت قبل شهور أن التحقيق الحكومي انتهى إلى عدم ارتباط الإخوان بالإرهاب، وهذه المرة قالت إنه رغم ذلك يشعر الوزراء بالخوف من أن تؤدي نتائج التقرير إلى إثارة غضب الشركاء التجاريين لبريطانيا في الخليج.

 وتحدثت مصادر مقربة من الحكومة عن إصرار رئيس اللجنة المكلفة بالتحقيق السير جون جنكيز على عدم إجراء أي تعديلات على تقريره، رغم أن تكليفه وقتها أثار حفيظة الإخوان الذين عبروا عن قلقهم من ترؤس السفير البريطاني في السعودية للتحقيق نظرا لأن الرياض إحدى الجهات الضاغطة باتجاه حظر الجماعة.

‪محمد سودان: قلقنا تبدد بعد‬ (الجزيرة نت)
‪محمد سودان: قلقنا تبدد بعد‬ (الجزيرة نت)

وتعليقا على هذا التطور الجديد، قال أمين العلاقات الخارجية لحزب الحرية والعدالة (المنحل) محمد سودان للجزيرة نت إن موقفهم المتشكك تغير عقب مقابلتهم للسير جون جنكيز، مضيفا أنهم شعروا بارتياح عقب مقابلاتهم المتكررة للرجل، ولمسوا أنه يعرف جيدا تاريخ الإخوان وحاضرهم.

وحول عدم نشر التقرير كاملا، قال سودان إن جنكير تمسك تماما بنتائج تقريره، واصفا الرجل بأنه لا يتأثر بالضغوط، ورغم هذه التسريبات الإيجابية فإنه قال إن الجماعة ما زالت مستعدة للتوجه إلى القضاء إذا كانت النتائج سلبية لثقتها بأن القضاء البريطاني نزيه ومستقل.

وبشأن كيفية إفادة الإخوان من تبرئتهم إذا ما تأكدت وإذا ما كانوا يعتزمون نقل قيادة الجماعة إلى لندن، نفى سودان وجود أي توجه من هذا القبيل، مؤكدا أن وجود بعض قيادات الإخوان على الأراضي البريطانية لا يعني بأي حال إدارة الجماعة من المملكة المتحدة.

وكشفت ذي فايننشال تايمز أنه بحسب من اطلعوا على التقرير البريطاني فإنه لن يحتوي على توصيات وسياسة واضحة ضد الإخوان، ولكنه سيركز على شبكة متداخلة من المنظمات، بعضها اتهم بالتورط في نشاطات "متطرفة"، وبعدها سيقرر الوزراء ماذا سيفعلون مع كل جماعة، وربما يتم تشديد الرقابة عليها.

المصدر : الجزيرة