إشراف إيراني على محاربة "تنظيم الدولة" بالعراق

متطوعو الحشد الشبي يستعرضون في شمالي بغداد
متطوعو الحشد الشبي يستعرضون في شمالي بغداد (الجزيرة)

علاء حسن-بغداد


أعطى مقتل الجنرال في الحرس الثوري الإيراني حميد تقوي، خلال مواجهات مع تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة سامراء، إشارة واضحة لحجم تغلغل إيران في الشأن العراقي، وخصوصا العمليات العسكرية والإشراف المباشر على تخطيط وتنفيذ بعض عمليات الحشد الشعبي.

وطيلة الأشهر الماضية وبعد فرض سيطرة تنظيم الدولة على محافظات نينوى وأجزاء من صلاح الدين وديالى والأنبار، أشاد مسؤولون عراقيون بمواقف طهران الداعمة لبغداد ومساعدتها في محاربة "الإرهاب" دون بيان أشكال الدعم، ولعل الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع العراقي خالد العبيدي إلى إيران تأتي في هذا السياق.

مقتل تقوي لم يكن الأول في العراق، فقبله قتل العقيد الطيار بالحرس الثوري الإيراني في العراق، شجاعت علمداري مورجاني. وكانت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم نفت بعد أيام من مقتله تدخل بلادها في الشأن العراقي.

 السعدون: المحاصصة بالجيش دفعت للاعتماد على الحشد الشعبي للقتال(الجزيرة)
السعدون: المحاصصة بالجيش دفعت للاعتماد على الحشد الشعبي للقتال(الجزيرة)

إشراك دول الجوار
لم يصدر من الحكومة العراقية ما يشير إلى بيان موقفها من التدخل العسكري الإيراني، إلا أن بغداد أعلنت رغبتها في الاستعانة بالأشقاء العرب والأصدقاء الإيرانيين والأتراك لمساعدة العراق في حربه ضد تنظيم الدولة، كجزء من متطلبات الحفاظ على أمن المنطقة.

وقال مدير عام شؤون العشائر بوزارة الداخلية الفريق مارد عبد الحسن، للجزيرة نت، إن التحديات الأمنية التي يواجهها العراق تتطلب التحرك مع دول الجوار العربي، فضلا عن تركيا وإيران، لبلورة موقف موحد في مواجهة الجماعات "الإرهابية" مشيرا إلى أن الحكومة أعلنت رفضها أي وجود عسكري أجنبي على الأراضي العراقية باستثناء الخبراء والمستشارين.

سرايا الخراساني
وتتحدث أوساط سياسية عراقية عن دور يلعبه جمال جعفر محمد المعروف باسم أبو مهدي المهندس في تنفيذ توجيهات إيران بخصوص شن الحرب على تنظيم الدولة، وقيادته فصيلا مسلحا يعرف باسم "سرايا الخراساني" شاركت مع عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله، ومنظمة بدر في القتال بمدينة جرف الصخر شمالي محافظة بابل، والدفاع عن المراقد الدينية في سامراء جنوبي تكريت مركز محافظة صلاح الدين.

وفي لقاء مع الجزيرة نت، يرى الأكاديمي والمحلل السياسي حميد السعدون في ضعف المؤسسة العسكرية العراقية أحد الأسباب التي شجعت بعض الأطراف الخارجية على التدخل في الشأن الداخلي.

وقال السعدون "هناك دوافع عقائدية تتعلق بالرغبة في الدفاع عن المراقد الدينية في العراق تمنح بعض الأطراف حق التدخل، ونتيجة سوء إدارة الملف الأمني طيلة السنوات الماضية، واعتماد المحاصصة في منح المناصب القيادية بالمؤسسة العسكرية، جعلت أصحاب القرار يعتمدون على الحشد الشعبي في إنجاز الواجبات الأمنية" مؤكدا ضرورة الاعتماد على قوات الجيش والشرطة في معالجة المشكلات الأمنية.

‪‬ الساعدي يؤكد أن الانتماء العقائدي يجمع بين العراق وإيران في مواجهة التطرف(الجزيرة)
‪‬ الساعدي يؤكد أن الانتماء العقائدي يجمع بين العراق وإيران في مواجهة التطرف(الجزيرة)

الانتماء العقائدي
ما يتردد في الشارع العراقي، من أحاديث وتصورات عن الأوضاع الأمنية، يتمحور حول الخلاص من الإرهاب، وتنفيذ الحكومة وعودها بضمان الأمن والاستقرار ثم الشروع بعمليات البناء والإعمار.

وفي حين تعلن قوى سياسية رفضها عودة قوات أميركية إلى البلاد، لا تعترض تلك القوى ومعظمها مشارك بالحكومة الحالية على حجم التغلغل الإيراني.

ويقول حسين الساعدي (قائد مجموعة متطوعين منضوية ضمن الحشد الشعبي) للجزيرة نت "الولايات المتحدة هي السبب في ولادة واتساع نشاط الجماعات الإرهابية، استخدمتها في السابق، وتحاول الآن زرعها في المنطقة العربية لغرض تقسيمها للحصول على المزيد من المكاسب وسرقة ثروات الشعوب".

ويوضح أن العلاقة بين العراق وإيران تستند إلى روابط كثيرة في مقدمتها الانتماء العقائدي، والرغبة المشتركة في الحفاظ على الدين الإسلامي من التشويه والأفكار المتطرفة.

المصدر : الجزيرة