حلول مؤقتة للطلاب النازحين بكردستان العراق

مدرسة للنازحين في إقليم كردستان العراق
مدرسة للنازحين في إقليم كردستان العراق (الجزيرة نت)

ناظم الكاكئي-أربيل

يؤكد المسؤولون عن ملف النازحين إلى كردستان العراق أنهم جهزوا أخيرا عشرات المدارس من أجل عدم حرمان أبناء من نزحوا من المحافظات المجاورة من حقهم في مواصلة تعليمهم، بينما يشكو الطلاب من نقص في الكادر التدريسي.

وتواصلت معاناة أبناء النازحين من المحافظات التي تشهد مواجهات ساخنة بين القوات العراقية والموالية لها وقوات تنظيم الدولة الإسلامية، مثل الأنبار ونينوى وصلاح الدين، والذين نزحوا إلى إقليم كردستان خوفا من ضياع مستقبلهم الدراسي نتيجة عدم وجود مدارس تكفيهم إلى جانب أبناء سكان الإقليم من الأكراد.

وأعلنت وزارة التربية العراقية على لسان مسوؤلة ملف النازحين بالإقليم إيمان عبد الوهاب أن عدد المدارس التي تم استئجارها للطلبة النازحين بشكل مؤقت حسب ما تم الاتفاق عليه بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية في بغداد، بلغ 115 مدرسة أغلبها مجهزة بالمستلزمات المدرسية الضرورية.

وقالت إيمان للجزيرة نت إن المسؤولين في إقليم كردستان قاموا باستقبال النازحين، وتهيئة المدارس التي افتتحتها وزارة التربية العراقية بالتعاون مع محافظات الإقليم، وبالفعل باشر الطلاب بالدوام للمراحل الابتدائية والمتوسطة والإعدادية وكذلك الثانويات المهنية التجارية والصناعية، مع توفير خطوط لنقلهم من وإلى مدارسهم على نفقة الوزارة.

شهاب أحمد: المدارس جاءتفي الوقت الضائع (الجزيرة نت)
شهاب أحمد: المدارس جاءتفي الوقت الضائع (الجزيرة نت)

نقص الكادر
يقول شهاب أحمد -وهو أحد طلبة السادس الإعدادي- إن افتتاح المدارس في الإقليم "جاء في الوقت الضائع بعد أن فقدنا الأمل في إكمال الدراسة بعد اضطرارنا للنزوح عن مدننا".

ويضيف أحمد للجزيرة نت أنه يشعر بالارتياح لعودة الأمل, رغم ما يشكو منه الطلاب من نقص في الكادر التدريسي لاسيما في التخصصات العلمية كالكيمياء، واللغة الإنجليزية، وهو ما يصيبهم بالقلق خاصة أنهم في مرحلة نهائية.

أما إياد ناجي -وهو أحد ذوي الطلبة النازحين من محافظة الأنبار- فقد ركز على ما شعر به الأهالي من عودة الأمل مع افتتاح المدارس رغم النواقص العديدة، وفي مقدمتها عدم ملاءمة الأبنية للنشاط التعليمي، إضافة إلى قلة المدرسين وخاصة للمواد العلمية والأساسية.

من جانبها قالت إيمان حيدر كرم مديرة ممثلية وزارة التربية العراقية الخاصة بالطلبة النازحين في السليمانية، إن الطلاب باشروا الدوام فعليا وإن عددهم يصل إلى 25 ألف طالب وطالبة، بينما يقدر الكادر التدريسي بنحو ألفي مدرس وثلاثة آلاف معلم في مختلف الاختصاصات، وهم من النازحين أيضا.

‪إيمان حيدركرم: 25 ألف طالب وطالبة‬ (الجزيرة نت)
‪إيمان حيدركرم: 25 ألف طالب وطالبة‬ (الجزيرة نت)

وعد بالدعم
وأضافت كرم في حديثها للجزيرة نت أن وزير التربية العراقي الدكتور محمد إقبال وعد بدعم الطلبة وتجهيزهم بالمدارس ومستلزماتها، موجهةً الدعوة إلى جميع موظفي التعليم بالالتحاق بمدارسهم وسد النقص الحاصل في بعض المواد التدريسية، لأنهم -حسب المعلومات المتوافرة- موجودون في الإقليم ويستلمون رواتبهم، وبالتالي فعليهم واجب قانوني وإنساني للقيام بذلك.

وأكد مدير مدرسة الرواد جار الله محمد أن عدد الطلبة في تزايد بسبب الأعداد الكبيرة من النازحين، مضيفا أن مبادرة وزارة التربية جاءت متأخرة من حيث بدء السنة الدراسية, بتجهيز البنية والمقاعد الدراسية والكتب والقرطاسية.

يذكر أن آلاف العوائل النازحة من محافظات الأنبار والموصل وكركوك وصلاح الدين وديالى نزحت بعد 10 يونيو/حزيران الماضي إثر سيطرة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق عديدة فيها، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة واسعة اضطرت الأهالي إلى ترك ديارهم وممتلكاتهم.

المصدر : الجزيرة