حراك تهامة يتصدر مقاومة الحوثيين
سمير حسن-الحديدة
ويقود الحراك التهامي مظاهرات جماهيرية وشعبية متصاعدة ضد وجود الحوثيين في مدينة الحديدة عاصمة تهامة منذ سيطرتهم عليها في منتصف الشهر الماضي، ولم تخل من جولة مواجهات مسلحة بين مسلحي الحراك والحوثيين، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
وكان الحراك التهامي قد تأسس بوصفه حركة شعبية حقوقية بعد الاحتجاجات الشعبية باليمن عام 2011 التي انتهت بإطاحة الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وقد تركزت مطالب الحراك على إعطاء تهامة حقوقها وإنهاء تهميشها سياسيا والكف عن حرمانها من الخدمات.
وقال القيادي في الحراك التهامي وأحد مؤسسيه العقيد خالد خليل إن الحراك حريص على سلمية الاحتجاجات، "لكننا نخشى انفلات زمام السلمية من يد الحراك التهامي وظهور جماعات مسلحة كمقاومة شعبية مسلحة، وهذا ما لا نريده حقناً لدماء اليمنيين".
تصعيد سلمي
وأكد في حديث للجزيرة نت أن الحراك عازم على التصعيد السلمي لإخراج المليشيات الحوثية من المدينة عبر توسيع المظاهرات والعصيان المدني والاعتصام المفتوح وتفعيل ذلك داخل مدينة الحديدة وكافة مديريات تهامة.
وعن إمكانية نجاح هذه الخطوات التصعيدية، أوضح أن خروج مسلحي الحوثي من الحديدة ومن كافة أجهزتها الحكومية المدنية والعسكرية التي تمت السيطرة عليها مرهون بمدى الجهد والالتفاف الشعبي حول الحراك التهامي السلمي.
وقال إن "استمرار المليشيات المسلحة في استفزاز المواطنين الآمنين واستخدام السلاح بصورة غوغائية قد يتسبب في جلب الجماعات الإرهابية أو الإسلامية المعادية للحوثيين للصراع داخل مناطق تهامة".
واستبعد محللون ومراقبون إمكانية وجود تكافؤ في أي مواجهة بين الحراك التهامي والحوثيين، وعزوا ذلك إلى أمرين رئيسيين، يتعلق أحدهما بخلل في التوازن بين الحراك التهامي والحوثيين وثانيهما بطبيعة السلوك السياسي للطرفين.
وفي هذا السياق، يرى أستاذ إدارة الأزمات والعلوم السياسية في جامعة الحديدة نبيل الشرجبي أن الطرف الحوثي لديه سلوك سياسي عنيف يعتمد على القوة كهدف أساسي لتحقيق مطالبه، بينما الطرف الآخر على النقيض من ذلك فهو طرف سلمي يسعى للحصول على مطالبه بالتفاوض المرن.
ميزان القوى
وقال في حديث للجزيرة نت إذا ما تحدثنا عن اللحظة الراهنة فإن هناك خللا واضحا في ميزان الإمكانيات لصالح الطرف الحوثي، إلا أن إمكانية التحالف من قبل الحراك التهامي مع أطراف أخرى تناوئ الحوثيين من شأنه أن يحدث تغييرا في ميزان القوى.
وأعرب عن اعتقاده بأن تشهد الأيام القادمة حدوث ذلك من خلال ارتفاع مناعة المقاومة لدى كل الأطراف، وأضاف "حتى وإن كانت تلك الأطراف لا تمتلك قوة كافية لمواجهة تنظيم الحوثي لكنها ستبدأ في عملية تنظيم نفسها والدخول في تحالفات من أجل تقوية نفسها للوقوف أمام هذا التمدد الحوثي الذي أصبح يستهدف الجميع دون استثناء".
ولم يستبعد الباحث إمكانية تحوّل الاحتجاجات السلمية إلى مقاومة مسلحة ضد الحوثيين، مشيراً إلى أن حدوث ذلك يعتمد على سلوكيات الحوثيين خلال المرحلة القادمة وأنه سيكون وارداً بقوة في حال استمرار الحوثيين في التوغل وفرض السيطرة بقوة السلاح.
حراك واسع
من جانبه، قال رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث عبد السلام محمد إن مشروع مقاومة الثورة المضادة بشكل عام التي تغطت بواجهة الحوثي لن يكون إلا من خلال مشروع وطني وليس مناطقي أو فئوي أو مذهبي أو نخبوي.
وأضاف في حديث للجزيرة نت "قد يكون للحراك التهامي الدور في استنزاف الحوثيين وفي منع قبول أبناء تهامة لفرض أمر واقع بقوة السلاح"، مشيراً إلى أن الرفض التهامي للحوثيين قد يلهم الوطنيين لتشكيل حراك واسع يشكل بوادر الثورة الوطنية.
واستدل على إمكانية حدوث هذا الأمر بالسياق التاريخي لثورة الزرانيق التهامية ضد الأئمة في الثلاثينيات والتي قال إنها هي من شكلت حالة إلهام لثورة ١٩٤٨ التي كانت نواة الثورة اليمنية وإعلان الجمهورية في ١٩٦٢.