خبراء: تنظيم الدولة يتحدى التحالف في العراق

Tribal fighter forces carry weapons during a fight with Islamic State (IS) militants on the outskirt of Ramadi, September 14, 2014. Picture taken September 14, 2014. REUTERS/Osama Al-Dulaimi (IRAQ - Tags: CIVIL UNREST POLITICS MILITARY CONFLICT)
مسلحون من القبائل يقاتلون مع تنظيم الدولة في الرمادي (رويترز)

علاء حسن-بغداد

عاود ثوار العشائر وتنظيم الدولة الإسلامية الظهور على الساحة العراقية بعد السيطرة على مناطق جديدة في محافظة الأنبار وأخرى شمال العاصمة بغداد، الأمر الذي اعتبره المراقبون محاولة لإعادة السيطرة على مناطق تم انتزاعها منهم ورفع معنويات مقاتليهم بعد تراجعها خلال الفترة الأخيرة.

وسيطر التنظيم على منطقة السجارية شرق الرمادي مركز محافظ الأنبار, وحي الحوز داخل المدينة قرب المجمع الحكومي، في وقت تواصلت فيه المعارك بالرمادي بين القوات العراقية والتنظيم، الذي أعدم 25 من قادة وعناصر الصحوات بالمدينة. كما فتح التنظيم جبهة أخرى بمحافظة صلاح الدين شمالي بغداد, في حين تستعد قوات عراقية وكردية لمهاجمة بلدتين بمحافظة ديالى.

ويقول الخبير الأمني أحمد الشريفي إن انسحاب الجيش من بعض المناطق التي سيطر عليها، والتوجه إلى مناطق أخرى تحت سيطرة التنظيم، أدى إلى وجود ثغرات تم استغلالها من قبل تنظيم الدولة.

وأضاف للجزيرة نت أن التنظيم والمتعاونين معه "يستخدمون أسلوب المناورة على المناطق التي تشكل الخاصرة الرخوة في قدرة الجيش على مسك الأرض وتعمل على قراءة المناطق قراءة دقيقة ثم تبدأ في الهجوم، واستغل التنظيم هذه الفترة للهجوم على عدة مناطق في شمال وغرب العراق بسبب رداءة الجو الذي منع الاستطلاع الجوي والعمليات الجوية".

‪رافع المشحن: الثوار لديهم القدرة للسيطرة على مناطق جديدة‬ (الجزيرة)
‪رافع المشحن: الثوار لديهم القدرة للسيطرة على مناطق جديدة‬ (الجزيرة)

حضور العشائر
من جهته، كشف قائد ثوار عشائر قضاء الكرمة في الأنبار الشيخ رافع المشحن أن ثوار العشائر "وبالتعاون مع تنظيم الدولة مازالوا موجودين في المناطق التي تمت السيطرة عليها منذ بداية العام الحالي، وهناك معارك تجري للسيطرة على مناطق أخرى شمال وغرب العراق للسيطرة عليها وهناك تقدم كبير للثوار".

وأشار إلى أن "الثوار يمتلكون العدة والعدد للسيطرة على مناطق جديدة وفق خطط تم اعتمادها بعد التدخل الدولي في العراق، وخير دليل على نجاح هذه الخطط هو السيطرة على مناطق جديدة في محافظة الأنبار والاقتراب من السيطرة على وسط مدينة الرمادي".

وأكد المشحن للجزيرة نت أن القوات الحكومية والعشائر المتعاونة معها والمليشيات والتحالف الدولي "ليسوا قادرين على مواجهة تنظيم الدولة رغم الغطاء الجوي المساند لهم، ولو كانت العشائر تمتلك الأدوات الاعلامية التي تستطيع أن تبرز بها الانتصارات لكان العالم أجمع يعرف الحقيقة على الأرض، لكن الحكومة سيطرت على جميع هذه الوسائل، وجميع مواقع التواصل الاجتماعي تم إيقافها" .

‪شاخوان عبد الله: قدرات تنظيم الدولة لا يستهان بها‬ (الجزيرة)
‪شاخوان عبد الله: قدرات تنظيم الدولة لا يستهان بها‬ (الجزيرة)

خبرات التنظيم
بدوره أقر عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية شاخوان عبد الله أن سياسة تنظيم الدولة "لا يمكن الاستهانة بها، فلها أكثر من منفذ للخبرة من خلال المقاتلين الموجودين في التنظيم، الذين هم من جنسيات متعددة كانت لهم ممارسات قتالية على أرض الواقع، سواء في الشيشان أو روسيا وأفغانستان أو في سوريا وحتى العراق، وهذه الخبرة متجمعة وتخرج منها إستراتيجية عسكرية لا يمكن الاستهانة بها".

ولفت عبد الله إلى أن تنظيم الدولة ومن خلال خططه العسكرية التي تستند إلى القيام بهجمات بين الحين والآخر، واحتلال بعض المناطق في الزمان والمكان المحددين. ورأى أن التقدم في بعض الجهات من قبل التنظيم من ضمن إستراتيجية بعيدة المدى لبناء خلافتها في عدد من الدول عبر خارطة تسعى لتنفيذها.

المصدر : الجزيرة