نازحو عين العرب.. قصة معاناة جديدة

مخيمات بنيت بشكل سريع للاجئين الأكراد
جانب من مخيمات اللاجئين من عين العرب إلى تركيا (الجزيرة)

كمال شيخو-الحدود السورية التركية

على طول الطريق الواصل بين مدينتي علي كور وسروج التركيتين، تنتشر مخيمات اللاجئين الفارين من الحرب الدائرة في عين العرب (كوباني)، والذين بلغ عددهم 183 ألفا منذ 18 أيلول/سبتمبر الماضي، بحسب إحصاءات مكتب آفاد (AFAD) التركي لشؤون الهجرة واللاجئين.

وبنت بلدية سروج أربعة مخيمات تضم نحو عشرة آلاف لاجئ، وتعتزم بناء مخيم خامس سيكون أكبرها، ويضم ستمائة خيمة وتقدر طاقته الاستيعابية بخمسة آلاف شخص.

عند دخولك إلى مخيم آرين ميرخان -أحد المخيمات الأربعة- تستقبلك لافتة كتب عليها باللغة اللاتينية "أرين ميركسان" (Aren Mirxan)، وهو اسم الفتاة الكردية التي فجرت نفسها في عملية انتحارية استهدفت مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية قبل شهرين.

وتبدو المخيمات التي تؤوي اللاجئين صغيرة وأنشئت على عجل بقماش سميك،على أرض ترابية مليئة بالأحجار، معظم قاطنيها من النساء والأطفال وكبار السن. أما عدد الحمامات فيبدو قليلا مقارنة بأعداد اللاجئين مما يجعل مستوى النظافة متدنيا، الأمر الذي تسبب في انتشار بعض الأمراض الجلدية والتهابات الأمعاء.

أما مياه الشرب في المخيم فتقدمها بلدية سروج التركية، لأنّ المياه المتوفرة تجلب من بئر حفر بجانب المخيم، ولكنها غير صالحة للشرب.

‪أغلب اللاجئين من الأطفال والنساء‬ (الجزيرة)
‪أغلب اللاجئين من الأطفال والنساء‬ (الجزيرة)

شكوى
ويشكو المسؤول عن المخيم باهوز ملا درويش أن عدد اللاجئين يفوق الطاقة الاستيعابية للمخيم، وأوضح أنه يحوي 450 خيمة، وأن عدد قاطنيه حوالي خمسة آلاف لاجئ أغلبهم من الأطفال، منهم حوالي خمسمائة رضيع يحتاجون إلى العناية الصحية، ومؤخرا توفي رضيع بعد أربعة أيام من ولادته نتيجة البرد وعدم توفر العناية الصحية، وكانت هذه الحالة الثالثة من نوعها.

ويقول إحسان -وهو مواطن من أكراد تركيا تطوع لتقديم المساعدة الإغاثية- إن اللاجئين "يحتاجون الكثير، فحليب الأطفال غير كاف كذلك الطعام المقدم، وهناك نقص في الأغطية والملابس، والأعداد الأولية للنازحين في بلدة سروج وقراها وحدها تقدر بحوالي خمسين ألف نازح، ينتظرون خيما تؤويهم".

أما أطفال المخيم فيقضون أوقاتهم في اللعب وتسلق الأسلاك الشائكة ورش المياه، الأمر الذي دفع بالمُدرّسة ميديا إلى تحويل إحدى الخيم إلى مركز تعليمي أشبه بالصف الدراسي. وزودت هذه المدرسة بمقاعد وبعض الكتب والدفاتر ولوح صغير، وبدأ يرتاده عدد من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 7 و15 سنة، لأخذ بعض الدروس.

وحول تجربتها في تعليم هؤلاء الأطفال، قالت ميديا للجزيرة نت "في كوباني كانت العملية التعليمية لا تزال مستمرة على قدم وساق، وبعد نزوحنا مجبرين قررنا إعادة تعليم الأطفال، ونقوم بتدريس بعض الدروس الكردية والعربية، ونحاول تعليمهم اللغة الإنجليزية".

وعن الدعم المقدم للمركز التعليمي، قالت "لا توجد أية جهة تقدم الدعم، ونفقات المشروع على حسابنا الشخصي"، إلا أن زوزان ابنة العشر سنوات رفضت فكرة المركز التعليمي، وقالت "أريد صفي ومدرستي، أريد ابنة عمي لتذهب معي إلى المدرسة"، وأعربت والدتها أنها "تقضي معظم وقتها جالسة عند باب خيمتها ولا تلعب كباقي الأطفال".

وعند مدخل المخيم، خُصصت غرفتان كنقطة طبية لمعالجة الحالات السريعة والخفيفة. وتطوع طبيبان لخدمة المرضى، وحُولت الغرفة الثانية إلى مركز يختص بالتأهيل النفسي. حيث يحتاج كثير من اللاجئين إلى الدعم النفسي.

المصدر : الجزيرة