الهاشمي الحامدي.. من المنفى إلى مرشح لرئاسة تونس

الهاشمي الحامدي
الهاشمي الحامدي أول المتقدمين للترشح في الانتخابات الرئاسية التونسية (الجزيرة)

خميس بن بريك-تونس

كان الهاشمي الحامدي أول من تقدم إلى سباق الانتخابات الرئاسية التونسية المقرر إجراؤها يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2014. وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قبول أوراق ترشحه. وقد عاد إلى تونس قبل أسبوع بعد لجوئه إلى لندن منذ عام 1987.

لم يحصد حزبه الجديد "تيار المحبة" إلا مقعدين اثنين في الانتخابات البرلمانية على عكس النتيجة التي حققها حزبه السابق "العريضة الشعبية" الذي فاز بـ28 مقعدا في انتخابات المجلس التأسيسي عام 2011، غير أن هيئة الانتخابات أسقطت له ستة قوائم.

يرى الحامدي (50 عاما) في برنامجه أن "الإسلام يمثل دستور التقدم والسعادة للفرد والمجتمع بالإمكان التوفيق بين تعاليمه وكثير من الإنجازات التي توصلت لها الدول الغربية لإدارة الدولة الحديثة وإقامة العدل وتحقيق العدالة الاجتماعية".

البداية
انطلق نشاط الحامدي السياسي عام 1978 في المعهد الثانوي في مدينة سيدي بوزيد التي اندلعت منها شرارة الثورة. ولمّا تحوّل إلى جامعة الآداب بالعاصمة أصبح منذ 1982 عضوا قياديا في حركة الاتجاه الإسلامي التي تحول اسمها إلى حركة النهضة.

اعتقل الحامدي لأول مرة في حياته عام 1983 بسبب نشاطه السياسي ضمن صفوف الطلبة الإسلاميين وذلك إبان فترة حكم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، وحكم عليه بالسجن ستة أشهر بتهمة الانتماء إلى جمعية غير مرخصة.

مكّنه نشاطه السياسي من دخول ميدان الصحافة في ذلك الوقت وعمل صحفيا مع عدة صحف يومية تونسية مستقلة على غرار صحيفة "الرأي" و"المغرب" و"الصباح" وذلك بالتوازي مع مواصلة دراسته في كلية الآداب في العاصمة.

تحصل على الإجازة (البكالوريوس) في اللغة العربية عام 1985 لكن تعرضه للمطاردة الأمنية في عهد بورقيبة جعله يقرر الهرب من البلاد عام 1986 إلى السودان ومنها إلى بريطانيا حيث حصل على الجنسية.

اتهامات
وفي الشهور الأخيرة من حكم بورقيبة عام 1987 حكم عليه غيابيا مع قيادات من حركة الاتجاه الإسلامي بالسجن لمدة 20 عاما بسبب اتهامه بالانتماء إلى جمعية غير مرخصة وتعكير الصفو العام ومحاولة قلب النظام الحاكم.

وبعد صعود الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في العام نفسه، واجه اتهامات بأن له علاقة بهذا النظام وجاءت هذه الاتهامات عقب استقالته من حركة النهضة (الاتجاه الإسلامي سابقا) عام 1992 على أثر خلافات شخصية وسياسية.

يرد الحامدي على هذا الاتهام بقوله إنه لم يكن قادرا على العيش في بلاده في فترة حكم بن علي ولا حضور جنازة أمه التي توفيت عام 2007، مبرزا شنه حملة إعلامية من قناته في لندن على انتهاكات حقوق الإنسان في فترة حكم بن علي.
 
بعد استقراره في لندن، أسس صحيفة "المستقلة" عام 1993 ثمّ فضائية "المستقلة" عام 1999 وقناة "الديمقراطية" عام 2005، وقد استضاف عددا من أشهر وجوه المعارضة في تلك الفترة منهم الرئيس التونسي الحالي منصف المرزوقي.

المصدر : الجزيرة