وفد أممي بحي الوعر بحمص بعد تقرير للجزيرة نت

سيارات وفد الأمم المتحدة بالقرب من حي الوعر بحمص
زيارة وفد الأمم المتحدة لحي الوعر اقترنت بهدوء بعد سنة من قصف النظام العشوائي للحي (الجزيرة)

يزن شهداوي-ريف حمص

بعد حصار دام أكثر من عام على حي الوعر آخر معاقل الثوار في داخل مدينة حمص وسط سوريا، شهد الحي هدنة غير رسمية لوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام بسبب تواجد هيئة الأمم المتحدة بالقرب من الحي استعدادا لدخوله.

ويؤكد الناشط محمد الحمصي -الناطق باسم مركز حمص الإعلامي والموجود داخل حي الوعر- أن تقرير الجزيرة نت السابق والذي تحدث عن وضع حي الوعر المحاصر وأوضاع الأطفال والمدنيين بداخله كان سببا رئيسيا في دخول وفد هيئة الأمم المتحدة لداخل حي الوعر عقب مناقشة التقرير وتفاصيله بين الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة مع الأمم المتحدة.

ويضيف في حديث للجزيرة نت "سأكون أحد المجتمعين مع الوفد عقب تقديمي لتقرير مفصل عن وضع الحي الميداني، حيث سيحتوي التقرير عن جغرافية الحي وعدد السكان المدنيين والمناطق التي تقصف بالحي ومراكز الإيواء ونقاط جيش النظام".

ويفيد همام محمد -ناشط ميداني في حي الوعر بحمص- أن حي الوعر يشهد هدوءا تاما منذ يوم أمس بسبب زيارة الوفد الأممي له لمعاينة الواقع والدمار الذي لحق بمنازل المدنيين جراء القصف المستمر بشتى أنواع الأسلحة طيلة العام، فيما وقفت سيارات الأمم المتحدة المحملة بالمساعدات الإنسانية عند مدخل الحي وما زالت هناك بانتظار انتهاء المباحثات والمفاوضات بين النظام والثوار مع الوفد، حسب قوله.

همام محمد:
اجتمع عدد من وجهاء الحي يوم أمس مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لنصف ساعة وأخبرهم بأنه سيتكفل بالتهدئة

انتهاكات
ويتابع متحدثا للجزيرة نت "اجتمع عدد من وجهاء الحي يوم أمس مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لنصف ساعة وأخبرهم بأنه سيتكفل بالتهدئة داخل الحي وبأن الحي سيكون بداخله مكتب في القريب العاجل لهيئة الأمم المتحدة لمراقبة الانتهاكات الحاصلة، فيما سيتابعون مندوبون سير المفاوضات بين الثوار والنظام".

ويوضح محمد الحمصي أن الهدنة تتضمن شروطا إضافية لما سبق، وهي فتح طريق عبر حاجز شارع خالد بن الوليد إلى الحي، وتجميد المعارك في حي الوعر بحمص لمدة عام، وعدم دخول قوات الأسد إلى داخل الحي أبدا، مع الاعتراف بالدولة والنظام خدميا وضمنيا مع إخفاء جميع المظاهر المسلحة في داخل الحي وبقاء الثوار بداخله، علاوة عن عودة الحركة التجارية لطبيعتها كما سبق، على حد قوله.

ويبدي أحد سكنة الحي واسمه عبد الرحمن فرحته بهذه الهدنة في حال التزم النظام بها، ووصفها بأنها ستكون "بابا للحياة" من جديد للمحاصرين داخل الحي خاصة بعد نفاد معظم الطعام والشراب والدواء داخله.

نقص حاد
ويضيف للجزيرة نت "أدى النقص الحاد في الطعام وكثرة الجرحى الذين يحتاجون للعلاج المتقدم إلى حالة مأساوية صعبة يشهدها الحي وخاصة بعد قيام النظام مؤخرا بقصفه بشكل مركز بشتى أنواع الأسلحة".

ويتابع عبد الرحمن أن عددا كبيرا من أهالي حي الوعر يؤيدون هذه الهدنة شرط ضمان عدم اقتراب النظام للحي مطلقا، إضافة لإدخال الطعام والدواء بشكل عاجل إلى الحي وخاصة حليب الأطفال والمستلزمات الدوائية وعلاج المصابين والجرحى المتأثرين جراء قصف النظام العشوائي على المنازل، حسب قوله.

ويترأس وفد الأمم المتحدة ستفيان دي ميستورا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ويتابع الوفد مع وجهاء حي الوعر وناشطيه وثواره تفاصيل الهدنة التي من الممكن أن تقام قريبا في حي الوعر بحمص بإشراف الأمم المتحدة وتحت رعايتها ورقابتها، وسط لقاءات مستمرة ستشهدها الأيام المقبلة في فندق السفير داخل مدينة حمص بين أعضاء الوفد ووجهاء الحي.

المصدر : الجزيرة