ضجة في هولندا حول مواطنيها "المقاتلين بالخارج"

صحف هولندية
صحف هولندا مشغولة بالمقاتلين في الخارج (الجزيرة)

نصر الدين الدجبي-أمستردام

لم تنته الضجة المثارة في هولندا حول مشاركة مسلمين في القتال بسوريا وكيفية التعامل مع العائدين من هناك، حتى أضيف إليها قضية تطوع عدد من الهولنديين للقتال في مناطق ساخنة بالشرق الأوسط وخاصة في إسرائيل. 

ومع تصاعد الجدل بهذا الشأن، أوضحت النيابة العامة في هولندا أنه لا يوجد حاليا قانون "يمنع الهولنديين من التطوع للمشاركة في حروب خارج الوطن ما لم تكن هذه الحروب ضد الدولة الهولندية، وما لم يتورط المعنيون في عمليات إبادة".

وقال الناطق الرسمي باسم النيابة العامة الهولندية فيم دي بروين إن "القانون لا يمنع أي شخص من المشاركة في الحرب مع مجموعات غير إرهابية سواء في العراق أو سوريا، ولكن يمنع القتال في صفوف جماعات إرهابية".

‪بومل يطالب بالتحقيق‬ (الجزيرة)
‪بومل يطالب بالتحقيق‬ (الجزيرة)

إبادة جماعية
وأوردت تقارير صحفية قيام مجموعات من القوات الكردية بعمليات إبادة جماعية في مناطق عربية وإعدامات بالجملة لمقاتلين ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية. وذكر مراسل البرنامج الإخباري "نيوز أوير" في التلفزيون الهولندي أن أحد المقاتلين الأكراد صارحه بعد انتهاء التصوير -دون أن ينتبه إلى أن الكاميرا ما زالت تعمل- بأنه لا يوجد لدى الأكراد أسرى من تنظيم الدولة.

وفي إشارة إلى إعدام الأسرى مباشرة بعد القبض عليهم، قال المقاتل الكردي الذي يدعى سردار دوسكي "إن طلقة واحدة لا تكلف سوى نصف يورو، وإن لزم الأمر فطلقة ثانية".

وعرض المراسل في تقريره الذي بث يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي صورا لمدينة بارزان العراقية وما تعرضت له من أعمال ثأرية قام بها الأكراد وشملت تدمير البيوت على ساكنيها كرد فعل انتقامي من العرب الذين يشتبه في تعاطفهم مع مقاتلي تنظيم الدولة.

وبحسب منظمات حقوقية فإن "عمليات إبادة جماعية تمت بحق سكان مدينة بارزان". وأعلنت منظمة العفو الدولية بعد عرض التقرير أنها بصدد التحقيق في الإبادة التي لحقت بسكان المدينة.

وطالب البرلماني الهولندي هاري فان بومل -وهو قيادي في الحزب الاشتراكي المعارض- بالتحقيق في "المأساة" التي انفضحت بعد أقوال المقاتل الكردي، والتأكد من احتمالات تحوّل العمليات الانتقامية إلى عمليات إبادة.

وقال بومل الذي يعمل أيضا في لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان الأوروبي في حديثه للجزيرة نت إن القانون الهولندي لا يجرم المشاركة في الحروب خارج البلاد، "ولكنه يجرم أي شخص يرتكب جرائم إنسانية"، معتبرا أن المشاركين في الحروب خارج هولندا "لا يخدمون أي مصلحة وطنية لبلادهم، ولذلك فعلى المحاكم أن تنظر في احتمال قيامهم بتجاوزات".

نشر موقع يوتيوب رسالة لهولنديين يطالبون حكومتهم بسحب مئات الشباب الهولندي الذي تطوع للقتال في صفوف الجيش الإسرائيلي

إسرائيل
وتداولت وسائل إعلامية ووسائل للتواصل الاجتماعي أخبار التحاق ثلاثة هولنديين أعضاء في ناد للدراجات النارية، بالمقاتلين الأكراد في سوريا. وحسب التقارير فإن هؤلاء الثلاثة عسكريون سابقون في الجيش الهولندي وأصبحوا الآن يخوضون المعارك إلى جانب مقاتلين أكراد ضد تنظيم الدولة في سوريا. وأكد مدير النادي نو سرندر كلاس الأمر، لكنه قال إنهم "لا يمثلون نادي الدراجات".

كما نشر موقع "نحن باقون هنا" -وهو موقع لشبان مسلمين من أبناء المهاجرين- رابطا يقود إلى مقال صحفي يتناول طرق تجنيد الغربيين بمن فيهم الهولنديون، للمشاركة الطوعية إلى جانب الإسرائيليين في قتال الفلسطينيين.

ونشر موقع "يوتيوب" رسالة لهولنديين يطالبون حكومتهم بسحب مئات الشباب الهولندي الذي تطوع للقتال في صفوف الجيش الإسرائيلي. كما نقلت وسائل إعلامية أخرى أخبار وصورا لشابة هولندية شقراء تقاتل جنبا إلى جنب مع الجنود الإسرائيليين.

ورغم عدم وجود إحصائيات دقيقة لعدد الهولنديين الذين يحملون أيضا الجنسية الإسرائيلية ويتطوعون في الجيش الإسرائيلي، فإن التقديرات تذهب إلى وجود الآلاف من حاملي الجنسيتين الهولندية والإسرائيلية، كما يشارك مئات منهم في الخدمة العسكرية بإسرائيل، بما في ذلك القتال.

المصدر : الجزيرة