مئات الغزيين يصلّون في المسجد الأقصى
أسيل جندي-القدس المحتلة
أمنيات تتحقق
أما ساره البريم (61 عاما) فهي المرة الأولى التي تزور فيها الأقصى، وتقول "شعوري لا يوصف، بكيت كثيرا عندما دخلت ساحات المسجد، لأنني زرت مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكانت أمنيتي زيارة الأقصى، وفي هذه اللحظات تتحقق الأمنية. كل ما أريده هو أن يتحرر الأقصى ويصبح ملكنا لنصلي فيه بكل وقت ودون معيقات".
ولم يصدق إسماعيل كفينة (69 عاما) من بيت لاهيا أن تصريح زيارة القدس بين يديه، وانتظر حلول فجر اليوم لينطلق نحو الأقصى، ويقول" في كل ركعة أصليها أدعو أن يرزقني الله الصلاة في المسجد الأقصى، وها أنا أصلي في رحابه اليوم بعد عشر سنوات".
وأردف "نحن في قطاع غزه محاصرون من كل النواحي، وعندما نجد أنفسنا فجأة في القدس فإنه شيء عظيم. وأتمنى لكل أهالي القطاع هذه الزيارة التي تحققت لنا".
وتضيف أم هشام الكيلاني (74 عاما) التي لم تزر المسجد الأقصى منذ عشرين عاما، أن أجمل ما في الرحلة هو التجول في الوطن خارج حدود قطاع غزة.
وتضيف "أتمنى أن أصلي صلاة الجمعة في الأقصى أسبوعيا، كما أتمنى لكل محروم من الصلاة فيه أن يرزقه الله هذه النعمة التي رزقني إياها اليوم".
مشاهد الحرب حاضرة
جرح الحرب الأخيرة على قطاع غزه بدا غائرا وحاضرا في وجوه جميع الغزيين الذين وصلوا الأقصى، فلم تتمالك الحاجة رسمية رسوم (67 عاما) نفسها، وذرفت دموعها على أبناء شقيقها الأربعة الذين استشهدوا خلال قصف منزلهم في بيت لاهيا شمال مدينة غزة. وقالت "رحلتنا للقدس جميلة ولكن جروحنا كبيرة وهمومنا أكبر. أتمنى أن يغير الله الحال لأفضل منه".
وأرسلت وزارة الشؤون المدنية خلال رحلة المصلين من قطاع غزة وإليه مُرافقا في جميع الحافلات.
ويقول المرافق نعمات موسى إن "دور المرافق يتمثل برعاية المصلين وتلبية احتياجاتهم"، مؤكدا أن آلاف الغزيين طلبوا تصاريح دخول مدينة القدس المحتلة ولكن الحظ حالف 1500 منهم فقط.
وكان اليوم الثلاثاء هو اليوم الثالث على التوالي الذي ينطلق فيه مئات الغزيين نحو القدس لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، بواقع خمسمائة شخص يوميا.
يذكر أن سلطات الاحتلال منعت اليوم مئات المقدسيين ممن تقل أعمارهم عن خمسين عاما من الرجال من دخول المسجد الأقصى لأداء صلاة الظهر، كما رفضت إدخال وجبات إفطار إلى ساحات الأقصى كان مقدسيون أعدوها لأهالي القطاع الذين وصلوا المسجد.