"تنظيم الدولة" الأقوى في "الأنبار" العراقية

مقاتلي تنظيم الدولة يحققون تقدما كبيرا في محافظة الأنبار وسيطروا على عدة مدن بها
مقاتلو الدولة الإسلامية يحققون تقدما كبيرا بسيطرتهم على مدن عدة في محافظة الأنبار (الجزيرة)

أحمد الأنباري-الرمادي

أكد خبراء عسكريون وسياسيون عراقيون أن ميزان القوى انقلب لصالح تنظيم الدولة الإسلامية، بعد امتلاكه صواريخ ستريلا المحمولة على الكتف التي أُسقطت بها ثلاث طائرات مروحية إحداها روسية الصنع متطورة خلال الأسبوعين الماضيين.

ويرى الخبراء أن ما يعزز رأيهم سقوط مدينة هيت في قبضة مسلحي التنظيم، وهجومه الواسع على مصفى بيجي أمس الثلاثاء.

وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار أحمد حميد، إن تسليح عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من الدرجة الأولى ويفوق إمكانيات وأسلحة القوات الأمنية التي تقاتله، ومواجهة عناصره تحتاج إلى أسلحة ومعدات عسكرية تمتلكها دول متقدمة في مجال التسليح مثل الولايات المتحدة وغيرها.

حميد: تنظيم الدولة الإسلامية بات يسيطر على نحو 80% من محافظة الأنبار (الجزيرة)
حميد: تنظيم الدولة الإسلامية بات يسيطر على نحو 80% من محافظة الأنبار (الجزيرة)

سيطرة واسعة
وأضاف حميد في حديثه للجزيرة نت، أن "عناصر التنظيم حصلوا على صواريخ ستريلا من تجار الحروب والمنظمات الإرهابية الدولية، وأنهم يسيطرون على نحو 80% من أراضي الأنبار، وهناك مخاوف من تمدد تلك الجماعات وسيطرتها على باقي مدن المحافظة".

من جهته، قال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، "إن طلب مجلس محافظة الأنبار مساعدة برية أميركية جاء لأن تلك القوات تعرف طبيعة المنطقة من خلال تجربتها السابقة خلال سنوات الاحتلال بعد عام 2003".

وأضاف أن "عجز الحكومة المركزية في بغداد عن تلبية احتياجات المحافظة من الأسلحة والعتاد بسبب المواجهات التي تخوضها ضد التنظيم في مناطق العراق، سبب آخر لسيطرة التنظيم على مزيد من المناطق".

وتابع كرحوت في حديثه للجزيرة نت "أن استعانة حكومة الأنبار بضباط الجيش العراقي السابق مرهون بقرار الحكومة المركزية لرفع الاجتثاث عنهم وإعادتهم إلى الخدمة العسكرية، وهذا قرار ننتظر اتخاذه".

ورجح كرحوت موافقة الحكومة المركزية على دخول قوات برية أميركية بسبب عدم قدرتها على دعم الأنبار بفرق عسكرية وأسلحة وعتاد كثير وحديث لمحاربة التنظيم.

من جانبه قال الخبير العسكري ومدير شرطة ناحية الحبانية، العقيد مجيد الفهداوي، إن تنظيم الدولة الإسلامية مدعوم بمقاتلين من مختلف دول العالم، وإنه يوزع قواته بشكل مجموعات، ولديه مصادر تسليح تأتي من جهات عدة، ومنها سيطرته على منشآت تنتج مواد مثل الإسمنت والفوسفات والمشتقات النفطية، وتباع خارج العراق فيشتري بأثمانها أسلحة من السوق السوداء أو من أشخاص يرتبطون بمنظمات دولية لتهريب السلاح.

كرحوت: الحكومة المركزية عجزت عن تلبية احتياجات الأنبار من الأسلحة (الجزيرة)
كرحوت: الحكومة المركزية عجزت عن تلبية احتياجات الأنبار من الأسلحة (الجزيرة)

غنائم الحرب
وأضاف الفهداوي في حديث للجزيرة نت، أن الغنائم التي حصل عليها تنظيم الدولة الإسلامية من وحدات الجيش العراقي في مناطق سيطر عليها تشمل مدرعات ودبابات، وخاصة في قاطع مدينة الموصل وصلاح الدين حيث كانتا أهم مصدرين لتعزيز تسليح عناصر التنظيم.

ورجّح الخبير العسكري أن يكون التنظيم قد حصل على صواريخ ستريلا من مخازن تلك الوحدات التي سيطر عليها، لأن أغلبية مخازن الأسلحة تحتوي على أعداد كبيرة ومتنوعة ومختلفة من الأسلحة والعتاد.

وأوضح الفهداوي، أن "قتال التنظيم أخذ إطارا دوليا وهناك تشكيل لتحالف دولي لمحاربته، مثل أميركا وألمانيا وفرنسا ودول أخرى لديها خبرات عسكرية وتقنية عالية تتفوق على ما يمتلكه الجيش العراقي.

وتابع الفهداوي، أنه علم منذ نحو شهر أن هناك قوات أميركية موجودة في الكويت، وتستعد لدخول محافظة الأنبار بعد موافقة الحكومة والبرلمان.

ويذكر أن تنظيم الدولة الإسلامية بسط سيطرته على قضاء هيت في الآونة الأخيرة بعد معارك عنيفة مع القوات العراقية التي انسحبت "تكتيكيا" بحسب وصف قائد عمليات الأنبار الفريق رشيد فليح.

المصدر : الجزيرة