تفاؤل مشوب بالحذر تجاه مؤتمر إعمار غزة

احدى مدارس الايواء التي نزح اليها أصحاب البيوت المدمرة
إحدى مدارس الإيواء التي نزح إليها أصحاب البيوت المدمرة في قطاع غزة (الجزيرة)

أحمد عبد العال-غزة

يأمل المواطن الفلسطيني بسام السرساوي أن تكون لمؤتمر إعادة إعمار غزة الذي عُقد بالقاهرة الأحد الماضي نتائج حقيقية على أرض الواقع تلامس حاجة الناس ويتم إعمار بيوتهم بسرعة.

ويقول السرساوي -الذي دُمر منزله في حي الشجاعية واضطر للسكن في مدرسة إيواء تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)- إنه يعيش وتسعة من أفراد عائلته ظروفاً قاسية في مدارس الإيواء بسبب طول مدة مكوثهم في المدرسة، وعدم حصولهم إلا على مساعدات عينية بسيطة.

وعُقد قبل أيام قليلة في العاصمة المصرية القاهرة مؤتمر الدول المانحة لإعادة إعمار قطاع غزة، بعد العدوان الاسرائيلي الذي استمر 51 يوماً، حيث حضرته وفود من خمسين دولة، بينها ثلاثون وزير خارجية بالإضافة إلى مؤسسات إقليمية ودولية.

السرساوي دُمر منزله بحي الشجاعية وتوقف دخله بعد تدمير المصنع الذي كان يعمل فيه (الجزيرة)
السرساوي دُمر منزله بحي الشجاعية وتوقف دخله بعد تدمير المصنع الذي كان يعمل فيه (الجزيرة)

تجارب مريرة
وتعهد المانحون خلال المؤتمر بدفع 5.4 مليارات دولار، نصفها لإعمار غزة، والنصف الآخر لتلبية احتياجات الفلسطينيين.

ولجأ آلاف المواطنين الذين دمرت منازلهم في المناطق الحدودية إلى مدارس الإيواء التابعة للأونروا، نظراً لعدم قدرتهم على استئجار شقق سكنية أو العيش في منازلهم لأنها غير صالحة للسكن وآيلة للسقوط في أي وقت.

معاناة السرساوي لم تتوقف عند هذا الحد، فهو كان يعمل في معمل للبلوك شرق غزة، وتم تدميره بالكامل من قبل الاحتلال خلال فترة العدوان على قطاع غزة، فيفقد مصدر دخله الوحيد.

وطالب السرساوي بسرعة إعادة إعمار المنازل المدمرة وإيجاد بدائل لحين تسلمهم منازلهم، وأضاف أنه لن يثق في كل ما يسمع إلا بعد البدء الفعلي بإعمار غزة وعودة الناس إلى منازلهم.

المواطن حسن أحمد -من حي الشجاعية- لم يزد تفاؤله عن جاره في مدرسة إيواء النازحين، فهو أيضا يعاني الأمرين في تفاصيل الحياة داخل مدارس الأونروا مع أفراد عائلته الثمانية.

وقال للجزيرة نت إن منزله الهش أساساً تعرض للتدمير جراء تساقط قذائف الاحتلال عليه، ولم يعد صالحاً للسكن، مما اضطره إلى اللجوء لمدارس الإيواء، لحين إيجاد حل للنازحين في هذه المدارس.

ويضيف أحمد "تابعنا قبل ذلك مؤتمر الإعمار عام 2009، ولم يصل شيء لغزة، ولم تُعمّر بعد حرب شرسة، نحن نتمنى أن تلتقط غزة أنفاسها، فهي منهكة بفعل الحصار منذ سبع سنوات، وزادت معاناتها مع الحروب الثلاث عليها".

حسن أحمد أعرب عن أمله أن تكون إعادة الإعمار حقيقية وسريعة وليست في الاعلام فقط (الجزيرة)
حسن أحمد أعرب عن أمله أن تكون إعادة الإعمار حقيقية وسريعة وليست في الاعلام فقط (الجزيرة)

وأعرب عن أمله أن تكون إعادة إعمار حقيقية وسريعة، وليست في الإعلام، وتمنى أن تصل أموال المانحين لمستحقيها، وتتم إعادة إعمار المنازل المدمرة.

تسليم القطاع
وبالتزامن مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لقطاع غزة، سمحت سلطات الاحتلال بدخول 75 شاحنة محملة بمواد بناء للقطاع، لأول مرة منذ سبع سنوات، بينها 15 شاحنة إسمنت وعشر شاحنات حديد وخمسون شاحنة من الحصمة.

من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية هاني البسوس أن عملية الإعمار قد توضع أمامها عقبات، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي تُعقد فيها مؤتمرات لصالح غزة، وتتم عرقلتها.

وقال للجزيرة نت "في 2009 كان هناك مؤتمر لإعادة إعمار القطاع، ولم يصل منه شيء، بسبب الحصار المفروض على غزة، واليوم هناك حكومة جديدة ولا مبرر لعدم إيصال الأموال لغزة".

وأضاف أن المطلوب كي تتم إعادة الإعمار تمكين الحكومة الجديدة من العمل بشكل كامل في غزة، حتى لا يتم خلق ذرائع من الجهات الدولية والاحتلال لإعاقة سير عملية الإعمار ووصول الأموال لغزة.

وختم بأن المجتمع الدولي يطالب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بتسليم غزة بالكامل لحكومة التوافق، ويريد من حماس ألا تتدخل في الأوضاع السياسية والأمنية، وهذا أمر ليس سهلاً، وقد يؤجل قليلاً موضوع الإعمار إلى حين تمكين الحكومة، حسب البسوس.

المصدر : الجزيرة