معارضو الانقلاب مصرّون على مواصلة الاحتجاجات بمصر

صورة لإحدى المسيرات الليلية بمدينة ديروط بأسيوط "حصرية"
إحدى المسيرات الليلية في مدينة ديروط بمحافظة أسيوط (الجزيرة)

مصطفى شاهين-القاهرة

يشكك معارضو الانقلاب ونشطاء "الحراك الثوري" في صعيد مصر في صدقية حديث المصالحة ودعوات المشاركة في الحياة السياسية، مؤكدين في الوقت نفسه عزمهم على مواصلة الاحتجاجات السلمية.

وقال المتحدث باسم الائتلاف الثوري للحركات المهنية "حراك"، أحمد المصري، إن الحراك "مستمر بقوة في محافظات الفيوم والمنيا وبني سويف، ويبدو متوسطا في محافظات جنوب الصعيد بسبب غياب قيادات الحراك الثوري خلف القضبان، كما طال الاعتقال عددا كبيرا من شباب الصف الثاني والثالث في أسيوط وسوهاج، لكن بشكل عام هناك تفاعل ونمو بصورة لا بأس بها".

وأوضح أن محافظات الصعيد "شهدت خلال الـ15 شهرا الماضية 14 ألف فعالية، ويتصاعد الحراك في أيام الحشد كالجمعة والثلاثاء، وهناك تنوع في الحشد ومشاركة فئات جديد كالباعة الجائلين. ومع تزايد الأزمات أصبحت الفئات السلبية تتفاعل مع تلك الأنشطة، وبدلاً من التفاعل السلبي أصبح تفاعلا إيجابيا، ففي مرحلة معينة كانوا يقذفون المتظاهرين بأحجار، أما الآن فيبدون دعمهم بصورة أو بأخرى".

‪أحمد المصري يؤكد اتساع نطاق‬ (الجزيرة)
‪أحمد المصري يؤكد اتساع نطاق‬ (الجزيرة)

حدود التصعيد
من جهته، يؤكد المتحدث الإعلامي باسم تحالف طهطا بسوهاج، شادي القاضي، أن الحراك مستمر "يهدأ أحياناً لكنه لا ينقطع، وهناك مسيرات حاشدة أسبوعية ومسيرات صغيرة يومية ووقفات احتجاجية وسلاسل بشرية".

ويعتبر شادي أن التصعيد الثوري "مطلوب ومُجدٍ بدليل تخلي الأمن عن تنفيذه قرارات ضبط وإحضار عشرات السيدات بعد تحذيرات التحالف، والتصعيد الثوري يتم وفقاً لدراسة مسبقة وطبقاً لإستراتيجية التحالف بأشكال مختلفة كالإضراب الجزئي أو العام أو حتى إغلاق أبوب المصالح الحكومية".

وفي محافظة أسوان، يقول محمد الدابودي عضو حركة "ألتراس نوبيان" إن الحراك الثوري متواصل ولن يتوقف حتى "إسقاط الانقلاب والإفراج عن المعتقلين، وعودة منازل النوبيين قبل بناء السد العالي وقبل تفرقهم في أماكن شتى". وذكر أن هناك ثلاث مسيرات تخرج أسبوعياً في أسوان "بأعداد جيدة بالنسبة لتعداد السكان في المحافظة، وتمثل شريحة الشباب 90% من المتظاهرين، و58% منهم لا ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين وليس لهم أي انتماءات سياسية".

أما سارة فكري الجمل (18 عاما) ابنة أمين حزب الحرية والعدالة بمدينة القوصية المعتقل حاليا، فقالت إنه ﻻ يمكن للحراك المضي قدماً من دون الالتزام بالسلمية، "الذي ﻻ يعني بأي حال من الأحوال عدم الدفاع عن النفس ضد أي معتد غاشم، فعلينا دفع الاعتداء عن النفس".

وقالت سارة للجزيرة نت "اتخذ الثوار في الآونة الأخيرة خطوات تصعيدية ﻻ بأس بها وهناك تطلع للمزيد، ولفتت إلى أن الانقلاب جنَّ جنونه وفقد صوابه من هذا التصعيد، والدليل هو نهر الدماء الذي أساله، ومعتقلو الرأي في كل ربوع مصر الذين لم يسلم منهم حتى طفل أو فتاة".

تباين
وعلى الرغم من ذلك، تظل جدوى المظاهرات الاحتجاجية محل جدل في الشارع المصري، ليس فقط بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي من جهة ومعارضيه من جهة أخرى، بل بين مؤيديه أنفسهم.

فيرى المواطن أحمد النص أنه لا جدوى من المظاهرات، مبررا ذلك بأن "النظام الحالي يضرب بكل قوته ولا يبالي ولا يتوقف عند حد معين، في ظل رضا أميركا وتغاضيها عما يحدث، وزعم السلطة أن المتظاهرين جميعهم ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين".

على النقيض من ذلك يرى المواطن حمادة محمد في تلك المظاهرات "التأكيد الوحيد على أن الدولة العميقة التي نفذت الانقلاب لم تستقر بعد وما زال لها معارضون، وهناك من لم يستسلم بعد". 

المصدر : الجزيرة