فصائل فلسطينية ترحب بقرارات هنية الأخيرة

متظاهرون يطالبون بانها الإنقسام في آذار 2011
undefined

أحمد فياض-غزة

أثنى ممثلو فصائل فلسطينية على قرارات رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية المتعلقة بتهيئة الأجواء للبدء بتطبيق المصالحة الوطنية، وطالبوا الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمثل وبمعالجة ملفات أخرى تسهم في إنهاء الانقسام.

وكان هنية قد أعلن مساء الاثنين في مؤتمر صحفي مقتضب، عدة قرارات من أبرزها السماح لأبناء حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الذين خرجوا من قطاع غزة إثر الأحداث الداخلية عام 2007 بالعودة إليه، وإطلاق سراح معتقلين سياسيين، والسماح لنواب من فتح بزيارة ذويهم في غزة.

ولاقت قرارات هنية ترحيباً من الرئيس الفلسطيني الذي اعتبر أنها "تساهم في إنجاح التسوية الداخلية"، وفقاً لما أفاد به مكتب رئاسة مجلس وزراء الحكومة المقالة.

ويجمع ممثلو الفصائل الفلسطينية -ممن استطلعت الجزيرة نت آراءهم- على إيجابية خطوات هنية، ودعوا الطرفين للولوج إلى ملفات أكثر عمقاً وصولاً إلى المصالحة الحقيقية.

ووصف عضو المجلس الثوري لحركة فتح سفيان أبو زايدة قرارات هنية بأنها خطوة في الاتجاه الصحيح، وطالب بإتباعها بخطوات أخرى في نفس الاتجاه.

ودعا أبو زايدة في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أبناء فتح ممن يعنيهم الأمر إلى عدم تفويت الفرصة والعودة إلى القطاع، مشيراً إلى أن الثقة بين حركتي حماس وفتح "قد تحطمت بالتراكم، وأن إعادة بنائها أيضاً يكون بالتراكم".

ونبه إلى ضرورة تحقيق المصالحة المجتمعية، معتبراً إياها من الخطوات المهمة جداً على صعيد  تهيئة الأجواء في سبيل تلك الغاية.

أبو زايدة: على فتح أن تحذو حذو حماس (الجزيرة نت)
أبو زايدة: على فتح أن تحذو حذو حماس (الجزيرة نت)

خطوات أكثر عمقا
من جهته تمنى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل أن تحذو قيادة فتح حذو قيادة حماس وتبادلها بخطوات إيجابية مماثلة من أجل مد جسور الثقة بين صفوف أبناء الشعب الفلسطيني لمواجهة المشروع الصهيوني الذي يمعن في إجرامه.

واعتبر المدلل أن هذه الخطوات ليست كافية للوصول إلى المصالحة ما لم تتخذ خطوات أكثر عمقاً تتعلق بإطلاق العنان للحريات، وتحقيق المصالحة المجتمعية على وجه الخصوص.

أما عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر فرأى أن الخطوات التي اتخذها هنية مهمة وفي الاتجاه الصحيح وينبغي البناء عليها، عبر مواصلة إطلاق الحريات والبدء بإجراء الانتخابات البلدية والنقابية والطلابية في الجامعات.

وذكر مزهر أن الخطوة المهمة هي الإعلان صراحة وبشكل واضح عن البدء عملياً في تشكيل حكومة كفاءات وطنية، والاستعداد لإجراء الانتخابات في غضون ستة أشهر من تشكيل الحكومة.

وينظر المحلل السياسي والكاتب الصحفي في صحيفة الأيام الفلسطينية أكرم عطا الله إلى قرارات هنية على أنها محاولة لتمهيد الأجواء للولوج إلى المصالحة، وتندرج ضمن خطوات بوادر حسن النية.

عطا الله: المصالحة الفلسطينية بحاجةإلى خطوات على الأرض (الجزيرة نت)
عطا الله: المصالحة الفلسطينية بحاجةإلى خطوات على الأرض (الجزيرة نت)

موجة صلح
وأضاف عطا الله أن هذه القرارات جاءت متناغمة مع موجة الصلح التي طرأت على الساحة الفلسطينية في الأسبوعين الأخيرين من قبل طرفي الانقسام الفلسطيني فتح وحماس، مشيرا إلى أن هذه الأجواء تنم عن أنهما معنيان بتشكيل حكومة وحدة وطنية وتحديد موعد الانتخابات.

ويرى أن ما دفع هنية لاتخاذ مثل هذه الخطوات هو حرصه على تحقيق المصالحة، فضلاً عن إدراك حركته للمتغيرات الإقليمية وخصوصاً في مصر التي تسبب فقدان حركة الإخوان المسلمين للسلطة فيها في إضعاف حركة حماس سياسياً.

وأكد عطا الله أن المصالحة الحقيقية تحتاج إلى خطوات فاعلة ومستمرة على الأرض، وأن ما بدأه هنية من إجراءات بإطلاق سراح معتقلين سياسيين وغيرها من خطوات يجب أن تستمر وتقابل بخطوات في ذات المستوى من قبل الرئيس عباس في الضفة الغربية، وصولاً إلى المصالحة في نهاية المطاف.

المصدر : الجزيرة