غزة تتضامن مع لاجئي اليرموك المحاصرين

أطفال شاركوا في الفعالية تضامناً مع أطفال اليرموك الجوع
undefined

ضياء الكحلوت-غزة

دفع الموت جوعاً الذي يلاحق لاجئي فلسطين في مخيم اليرموك السوري الشابة ندى حسام عدوان إلى الإضراب عن الطعام مع آخرين أمام مقر منظمة الصليب الأحمر الدولية بمدينة غزة، في خطوة تضامنية من المقرر أن تتبعها خطوات أخرى.

ونظمت المبادرة الفلسطينية الشبابية لدعم اللاجئين، المعروفة باسم "أنا معاهم"، اليوم السبت خيمة اعتصام وإضراب عن الطعام، شارك فيها عشرات الناشطين الشباب بحضور لافت من مختلف الأطياف الشبابية الفلسطينية.

وحمل أطفال في عرض سبق افتتاح الخيمة التضامنية نعشاً رمزياً لمخيم اليرموك المحاصر للشهر الخامس على التوالي، في إشارة لموت اللاجئين جوعاً، وربط أحد الأطفال حول خاصرته حجراً للتذكير بأن ما تعانيه غزة يشابه ما يعانيه اليرموك.

لفت الانتباه
وقالت ندى للجزيرة نت إن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا تتفاقم بشكل سريع، ولا أحد ينتبه لمعاناتهم أو يحاول رفع الظلم عنهم، "لكن شباب غزة فكروا بطريقة للتضامن معهم وهي إعلان الإضراب عن الطعام إلى جانب وقفات احتجاجية وخطوات أخرى".

ندى عدوان: الإضراب عن الطعام وسيلة للضغط على القيادة الفلسطينية (الجزيرة نت)
ندى عدوان: الإضراب عن الطعام وسيلة للضغط على القيادة الفلسطينية (الجزيرة نت)

وبالنسبة لندى، فإن الإضراب المؤقت عن الطعام وسيلة للضغط على القيادة الفلسطينية لدفعها نحو التحرك وإنقاذ من تبقى حياً من اللاجئين في اليرموك، ولاستصراخ العالم من أجل فك الحصار عنه وإدخال المعونات الغذائية العاجلة.

وندى اللاجئة الفلسطينية من بلدة بربرة المحتلة عام 1948 تشعر -وفق قولها- "بآلام اللاجئين وأوجاعهم"، وترى أن قطاع غزة الذي تعيش فيه يعيش أوضاعاً مشابهة من حياة الحرب والحصار والجوع.

أما الناشط غسان أبو عون فيقول إنه يشعر بالخجل عندما يرى الموت جوعاً الذي يلاحق الفلسطينيين اللاجئين في سوريا وقطاع غزة وكل أماكن تواجدهم، غير أنه بدى ساخطاً في كلامه على القيادات الفلسطينية التي لم تتحرك كما يجب لمساعدة اللاجئين في اليرموك.

ويواظب غسان على التضامن مع اللاجئين الفلسطينيين والسوريين إلى جانب الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ويذكر أن من "يعيش في غزة ويشعر بالحصار ومعاناة الناس واجب عليه التضامن والشعور بمعاناة الآخرين.. فالمعاناة واحدة وإن اختلفت أسبابها".

التخاذل العربي
وأوضح غسان للجزيرة نت أن اللاجئ الفلسطيني يدفع ثمن التخاذل العربي والانقسام الفلسطيني والاحتلال، داعياً إلى إغاثة إنسانية عاجلة للاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك الذين يموتون جوعاً في عالم يفتخر فيه بدفع الملايين للاحتفال بإطلاق الألعاب النارية.

يحيى سالم: سنطلق حملة لإغاثة المنكوبين في اليرموك (الجزيرة نت)
يحيى سالم: سنطلق حملة لإغاثة المنكوبين في اليرموك (الجزيرة نت)

من جهته أكد يحيى سالم أحد منسقي المبادرة الفلسطينية الشبابية لدعم اللاجئين المعروفة باسم "أنا معاهم"، أنها "المرة الأولى في هذا العصر التي يموت فيها إنسان جوعاً والمؤسف والمستهجن أن يموت في بلد عربي".

وأوضح سالم في حديث للجزيرة نت أن الحراك الشبابي سيستمر حتى رفع الظلم والحصار عن مخيم اليرموك وحتى ينعم اللاجئون الفلسطينيون بالأمان في أماكن وجودهم، مؤكداً أنهم سيطلقون حملة لإغاثة المنكوبين في اليرموك وغيره.

وذكر سالم أن غزة "التي تشعر بالألم وتعيش حصاراً خانقاً تؤكد للعالم كله أنها لا تنسى جراح وعذابات اللاجئين الفلسطينيين والسوريين وكل لاجئ في هذا العالم". وأشار إلى أنهم تواصلوا مع منظمات أوروبية ووضعوهم في صورة ما يجري في اليرموك من حصار وظلم.

ووعدت المنظمات الأوروبية الحقوقية والإغاثية -بحسب سالم- بالعمل من أجل رفع معاناة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك لأعلى الجهات، ومن أجل ضمان حصولهم على حقوقهم ولرفع الظلم الواقع عليهم.

المصدر : الجزيرة