الجوادي ببرلين: انقلاب مصر إلى زوال

الجوادي تحدث بمؤتمر ببرلين عن بعض مظاهر الفشل التي أوصل الإنقلاب العسكري مصر إليها. الجزيرة نت
undefined

الجزيرة نت-برلين

قال المفكر والمؤرخ المصري محمد الجوادي إن الانقلاب العسكري الذي أطاح فيه وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز الماضي محكوم عليه بالفشل والزوال، لأنه ضد طبيعة الأشياء وقاد البلاد إلى خراب وفشل بكافة الأصعدة.

واعتبر الجوادي خلال مشاركته بمؤتمر أقامه الائتلاف المصري الألماني لدعم الديمقراطية بالعاصمة الألمانية برلين مساء الجمعة، أن الانقلاب العسكري كرس بمصر "دوائر من الغش والفساد وتقديم الفاشلين، وأوصل الاقتصاد المصري لحالة ميؤوس منها".

ولفت إلى أن اعتماد اقتصاد مصر حاليا على المساعدات وطبع المزيد من العملة دون أي غطاء نقدي يقابله، واشتراط أي شركة من الخارج ترغب بالعمل في مصر وضع شرط جزائي بعقدها هو اللجوء للقضاء الدولي وليس للقانون المصري عند أي خلاف مع الدولة المصرية، يمثل ما آلت إليه الأوضاع في مصر بعد الانقلاب.

ورأى أن هذا "يعكس انعدام ثقة الخارج بعد الداخل بالقضاء المصري في ظل دولة العسكر التي لا تعترف بحق".

‪الجوادي قال إن طبع البنك المركزي للعملة دون غطاء نقدي خطر على الاقتصاد‬ (الجزيرة نت)
‪الجوادي قال إن طبع البنك المركزي للعملة دون غطاء نقدي خطر على الاقتصاد‬ (الجزيرة نت)

ترد اقتصادي
وقال الجوادي -في المؤتمر الذي حضره مئات المصريين المقيمين في ألمانيا- إن تحويلات المصريين المقيمين في الخارج، لم تصل بعد أكثر من ستة أشهر من وقوع الانقلاب إلى ما يعادل تحويلات أسبوع واحد خلال فترة حكم الرئيس محمد مرسي.

وأوضح أن المصريين في الخارج حولوا إلى بلدهم أموالا طائلة في ديسمبر/كانون الأول 2012 بعد علمهم بمؤامرة جرت حينذاك لوضع الرئيس محمد مرسي في مأزق اقتصادي فيما يتعلق بالنقد الأجنبي.

وأشار الجوادي إلى أن قيمة الجنيه المصري انهارت بعد ستين عاما من الحكم العسكري وفقد أكثر من 3000% من قيمته التي كان عليها قبل عام 1952. ورأى أن قادة انقلاب يوليو/تموز 2013 ليس لديهم مشكلة بوصول قيمة الدولار الأميركي حاليا إلى أكثر من مائة جنيه مصري.

ولفت إلى أن المواطنين الألمان يلمسون نتائج عمل حكومتهم في التعليم والصحة والخدمات بعكس ما حققه الحكم العسكري لمصر، وذكر أن الانقلاب على رئيس مصر المنتخب تسبب بتهجير أعداد قياسية من المصريين فاقت أعداد من غادروا البلاد بعد هزيمة يونيو/حزيران 1967.

وقال المفكر السياسي المصري إن استيلاء العسكر على الحكم في الدول العربية مثّل تطبيقا لسياسة أميركية استهدفت توظيف الجيوش العربية لحكم بلادها بدلا من حمايتها ومقاومة أعدائها، واعتبر أن هذه السياسة أسهمت بتأخر العالم العربي والإسلامي.

‪الجوادي: جماعة الإخوان المسلمين‬ (الأوروبية-أرشيف)
‪الجوادي: جماعة الإخوان المسلمين‬ (الأوروبية-أرشيف)

الأقليات والعسكر
وأشار الجوادي إلى أن تراجع حقوق وأوضاع الأقليات بالدول العربية مرتبط بشكل رئيسي بالأنظمة العسكرية التي حكمت هذه الدول، وقال إن الهند اختارت مسلما رئيسا لجهاز استخباراتها فيما وصم الحكم العسكري في مصر الأقباط بعدم الولاء عندما استبعدهم من التوظيف بكافة الأجهزة الأمنية كأمن الدولة والاستخبارات العامة والعسكرية.

وقال الجوادي إن جماعة الإخوان المسلمين التي جاء الانقلاب العسكري ليجهز على تجربتها ويذبح أبناءها قدمت للمصريين الكثير، وكانت أول من دعا لتأميم قناة السويس والإصلاح الزراعي على أسس علمية.

وأشار إلى أن فروع الإخوان بمحافظات مصر هي التي نشرت الرياضة قبل ستين عاما مما مكن أبناء الفلاحين من دخول الكليات العسكرية، ورأى أن المفارقة في أن "فريقا ممن التحقوا بالكليات العسكرية هم الذين قادوا الانقلاب وذبحوا الإخوان حاليا".

المصدر : الجزيرة