هل يشق التيار الشعبي صف داعمي الانقلاب؟

التيار الشعبي انتقد بيان القوات الاخير
undefined

عمر الزواوي-القاهرة

أثار بيان التيار الشعبي المصري -الذي انتقد بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة لدعمه ترشح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية- تساؤلات عديدة حول موقف القوى التي دعمت الانقلاب العسكري من ترشح السيسي للرئاسة، ومدى تأثير ذلك على وحدة صفها مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.

وبينما رأى سياسيون أن بيان التيار الشعبي هو وسيلة تنبيه وجرس إنذار للمجلس الأعلى للقوات المسلحة للابتعاد عن التدخل في الانتخابات الرئاسية المقبلة، أكد آخرون أنه محاولة لتشويه صورة القوات المسلحة ولدعم جماعة الإخوان المسلمين.

وأصدر التيار الشعبي المصري -الذي يترأسه المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، ويعد أحد أكبر القوى المنضوية تحت لواء "جبهة الإنقاذ" التي أيدت الانقلاب منذ لحظاته الأولى- بيانا أكد فيه أن بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة الأخير بخصوص ترشح السيسي للرئاسة يتضمن "تدخلا واضحا في الانتخابات الرئاسية المقبلة وترتيبات السلطة القادمة في مصر، وهو ما يتنافى مع الدستور والأعراف الديمقراطية والتقاليد السياسية التي يجب على كل الأطراف السعي لإرسائها".

وبحسب مراقبين، فإن بيان التيار الشعبي هو مجرد رفع حمرة الخجل عن التيارات المدنية التي سارعت إلى تأييد ترشح السيسي للرئاسة على الرغم من مطالبتها في السابق بضرورة أن يتولى الرئاسة رئيس مدني.

صباحي ما زال يطمح إلى رئاسة مصر (الجزيرة)
صباحي ما زال يطمح إلى رئاسة مصر (الجزيرة)

جرس إنذار
وبينما رفض المتحدث باسم التيار الشعبي حسام مؤنس الإدلاء بأية تصريحات للجزيرة نت قائلا إن "شبكة الجزيرة غير محايدة"، قال مؤنس في تغريدة له عبر موقع التواصل "تويتر" إن أغلب قيادات التيار وأعضائه حتى الآن يرون أن حمدين صباحي هو المرشح الأنسب والأجدر للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأضاف مؤنس أن صباحي ليس "خائفاً" من الترشح أمام السيسي كما يردد البعض، لكن لديه مخاوف من شق الصف أو أن يكون ترشحه خدمة لقوى الثورة المضادة أو عدم الالتزام بما طرحه من شروط، مؤكدا أنه لم يحسم موقفه بشكل نهائي حتى الآن.

وأشار بيان التيار الشعبي إلى أن بيان القوات المسلحة يعد ترسيخا لانطباع يؤكد أن السيسي يخوض تلك الانتخابات مدعوما بالقوات المسلحة، وكأنه مرشح باسمها.

من جانبه، أكد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي عبد الغفار شكر أن بيان التيار الشعبي عبارة عن وسيلة تنبيه وجرس إنذار للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بأهمية وقوفه على الحياد في العمليات السياسية والانتخابية، وعدم دعم شخص بعينه.

وأضاف شكر في تصريحات صحفية أن بيان التيار الشعبي يوضح أن هناك صوتا آخر يطالب جميع المؤسسات الحكومية بضرورة الحياد، خصوصاً جهاز القوات المسلحة.

‪شافعي: البيان للضغط على القوات المسلحة لتحقيق مكاسب سياسية للتيار الشعبي‬  (الجزيرة)
‪شافعي: البيان للضغط على القوات المسلحة لتحقيق مكاسب سياسية للتيار الشعبي‬  (الجزيرة)

تنافس رئاسي
وأعرب بيان التيار الشعبي عن القلق من مصادرة منصب رئيس الجمهورية، ووأد روح المنافسة السياسية الحقيقية وتكافؤ الفرص وحق الشعب في اختيار رئيسه بعد "ثورتي يناير ويونيو".

ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي بدر شافعي أن البيان يأتي في إطار التنافس الطبيعي بين حمدين صباحي كمرشح رئاسي سابق والسيسي كمرشح محتمل في محاولة للضغط على القوى المدنية بأن هناك مرشحين منافسين للسيسي بعد الترويج للشعبية الجارفة للسيسي في كافة وسائل الإعلام.

ويضيف شافعي للجزيرة نت أنه لا يوجد مرشح مدني قوي حتى الآن يستطيع منافسة السيسي على منصب الرئيس بما في ذلك حمدين صباحي، ومن ثم فإنه من الوارد أن يكون الهدف من البيان الضغط على القوات المسلحة لتحقيق مكاسب سياسية للتيار الشعبي.

أما عضو الهيئة العليا بحزب النور صلاح عبد المعبود فيرى أن بيان التيار الشعبي يعبر عن رفض دعم القوات المسلحة للسيسي، مؤكدا أن دخول الجيش في السياسة سيؤثر على رد فعل الشعب المصري.

ويضيف عبد المعبود أن بيان التيار الشعبي يعبر عن تنافس انتخابي بين حمدين صباحي والسيسي ومحاولة تحقيق مكاسب انتخابية خاصة، وأنه لا يوجد مرشح مدني قوي إلى الآن قادر على منافسه السيسي.

المصدر : الجزيرة