انتقادات لكاردينال كاثوليكي أساء لمسلمي ألمانيا

تصريحات الكاردينال مايزنر حول المسلمين جأءت بأجتماع لحركة كاثوليكية محافظة بكولونيا, الجزيرة نت
undefined

خالد شمت-برلين

 
أثار رئيس الكنيسة الكاثوليكية بمدينة كولونيا الألمانية الكاردينال يواخيم مايزنر موجة من الانتقادات من ممثلين للأقلية الألمانية المسلمة وسياسيين بتصريحاته "المهينة" التي قلل فيها من قيمة الأسر المسلمة مقارنة بنظيرتها المسيحية، قبل أن يعرب عن أسفه لما صدر منه.

ففي كلمة ألقاها أمام ثمانمائة من ممثلي حركة مسيحية محافظة خلال مشاركتهم بمعرض كتاب في كولونيا قبل أيام، خاطب الكاردينال هذا الجمع قائلا "أسرة واحدة منكم تعادل بالنسبة لي ثلاث أسر من المسلمين".

وتسبب مايزنر -البالغ من العمر ثمانين عاما، والمقرر أن يتقاعد عن وظيفته الشهر القادم- في حالة من الاستياء بين المنظمات الإسلامية بألمانيا، حيث لم تقتصر انتقادات تلك التصريحات على مسلمي ألمانيا الذين اعتبروها مسيئة لهم، بل تعدتها لتصدر أيضا عن مسؤولين سياسيين.

فقد اعتبر رئيس حزب الخضر بولاية شمال الراين -التي تعد كولونيا واحدة من مدنها الكبرى- سفين ليمان أن ما قاله مايزنر بحق المسلمين "يدلل على أن الكاردينال لم يكن يوما ما ملائما لكولونيا مدينة التعدد التي تتعايش فيها ثقافات من 180 دولة"، مضيفا أن كولونيا "ستتنفس الصعداء عندما يغادر الكاردينال الكاثوليكي منصبه".

‪كولات طالب الكنيسة الكاثوليكية بالنأي بنفسها عن تصريحات مايزنر‬  (الجزيرة نت)
‪كولات طالب الكنيسة الكاثوليكية بالنأي بنفسها عن تصريحات مايزنر‬  (الجزيرة نت)

تكريس النمطية
ومن جانبه، قال رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا أيمن مزايك إن تصريحات رئيس الكنيسة الكاثوليكية في كولونيا "تخدم الصور النمطية السلبية والمناخ المعادي للإسلام".

وأضاف مزايك للجزيرة نت أن ما قاله مايزنر "مثّل صدمة للمسلمين لأنه ذكرهم بتصريحات سابقة تهجم فيها المصرفي السابق تيلو سارسين على الأتراك والعرب في صيف عام 2010، وما قاله مايزنر لم يكن متوقعا من الكنيسة الكاثوليكية خاصة في عهد بابا الفاتيكان فرانشيسكو".

كما وجه رئيس مجلس الجالية التركية بألمانيا كينان كولات رسالة إلى مجلس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا طالبهم فيها بـ"النأي بمجلسهم بوضوح عن هذا الانحراف"، وقال للجزيرة نت إن تصريحات الكاردينال مايزنر "تتجاوز الإضرار بالحوار الإسلامي المسيحي القائم إلى التمييز بشكل عام ضد المسلمين".

مخالفة للدستور
كما ردت وزيرة التربية بولاية شمال الراين سلفيا لومان -وهي عضو بارزة في المجلس المركزي للكاثوليك الألمان- بالقول إن من يقيّم الأسر وفق الدين، ويصنف الأطفال طبقا لدينهم وأصلهم، "يخالف الدستور الألماني ولا علاقة له بتعاليم المسيحية".

وتساءل مفوض الحوار بمنظمة ديتيب الإسلامية التركية بكر البوغا عن الصدى الذي كانت ستحدثه تصريحات الكاردينال مايزنر إن صدرت من شخصية مسلمة بالمستوى نفسه؟

وردا على هذه الانتقادات، أصدر رئيس الكنيسة الكاثوليكية في كولونيا بيانا أعرب فيه عن أسفه لـ"الانفعالات" التي أثارتها تصريحاته، مؤكدا أنه لم يتعمد الإساءة لأصحاب الديانات الأخرى، وذكر أن الكلمات التي اختارها ربما "لم تكن موفقة".

يذكر أن الكاردينال مايزنر سبق أن أحدث جدلا واسعا عدة مرات مثل وصفه الإجهاض بـ"الجريمة المأساوية التي تشبه جرائم النظام النازي".

المصدر : الجزيرة