مسابقة للقرآن الكريم في كرواتيا برعاية قطرية

لجنة تحكيم المسابقة
undefined

سيد أحمد أحمد زروق-رييكا

بدأت اليوم الجمعة في المركز الإسلامي بمدينة رييكا في كرواتيا فعاليات مسابقة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني للقرآن الكريم المخصصة للناطقين بغير اللغة العربية، بمشاركة مائة متسابق ومتسابقة.

وتستمر المسابقة الأولى من نوعها على مستوى العالم لمدة ثلاثة أيام، وتضم متسابقين من كرواتيا والبوسنة والهرسك ومقدونيا وسلوفينيا.

وتوافد المتسابقون والمتسابقات منذ ساعات الصباح الأولى على المسجد الواقع ضمن مجمع المركز الإسلامي، ليظهروا مدى قدرتهم على حفظ الفاتحة وبعض قصار سور القرآن الكريم وتفسير بعض كلماتها باللغة العربية أو بلغاتهم الأم، فضلا عن بضعة أحاديث نبوية عن فضائل السور مع شرح معانيها.

ويأمل كل واحد من هؤلاء المتسابقين أن يكون ضمن العشرة الأوائل الذين رصدت لهم الجهة القطرية المنظمة جوائز معتبرة، كما خصصت لمن لا يحالفهم الحظ جوائز رمزية.

أحد المتنافسين في المسابقة (الجزيرة نت)
أحد المتنافسين في المسابقة (الجزيرة نت)

لجنة التحكيم
وتضم لجنة التحكيم -فضلا عن متخصص في القرآن وعلومه من قطر- مشايخ من البلدان المختلفة للمتسابقين بحيث تطرح الأسئلة عليهم كل حسب لغتهم.

ويمكن للمتسابق أن يجيب على الأسئلة الخارجة عن الحفظ بلغته الأم، لكن الدرجة الممنوحة للإجابة باللغة العربية أفضل, وهو ما جعل من تقدموا حتى الآن يحاولون بجهد جهيد الإجابة بالعربية.

ومن شروط هذه المسابقة أن يتجاوز عمر المتقدم الـ14 عاما، ولهذا يوجد بين المتسابقين من قارب الخمسين، وإن كان أغلبهم من الشباب.

وقد عبر المشاركون عن ارتياحهم الشديد لهذه المسابقة, وقالت أهلمانة بودنياك (بوسنية) إنها تشارك هي وزوجها لكي لا تفوتهما هذه الفرصة الفريدة. وتضيف أنها تحفظ القرآن منذ كان عمرها تسع سنوات.

أهداف المسابقة
وكانت المسابقة قد افتتحت مساء الخميس بحضور وفد من قطر ورؤساء مشيخات البلقان أو ممثليهم، فضلا عن عمدة بلدية رييكا وممثلي الديانات الأخرى فيها.

وفي كلمته في الافتتاح لخص رئيس الوفد القطري ناصر السليطي أهداف المسابقة في أنها ترمي إلى "تنمية قدرة المشاركين على حفظ القرآن الكريم وتدبره وتعزيز اللغة العربية لديهم وتحفيزهم على التفاعل مع مجتمعاتهم بوصفهم رسل سلام ومحبة وخير وسفراء لرسالة الإسلام العظيمة".

وبدوره أشاد عمدة المدينة فويكو أوبرسنيل بالمركز الإسلامي قائلا إنه أصبح رمزا للمدينة وللتعايش السلمي بين مكونات سكانها.

جانب من المركز الإسلامي في رييكاحيث تقام فعاليات المسابقة (الجزيرة نت)
جانب من المركز الإسلامي في رييكاحيث تقام فعاليات المسابقة (الجزيرة نت)

أما مفتي كرواتيا عزيز حسانوفيتش فنبه إلى أن كرواتيا ينبغي أن تكون مثالا يحتذى لبقية الدول الأوروبية لأنها إحدى الدول القليلة في المنطقة التي تعترف بالإسلام كدين رسمي.

وأشار إلى أن العلاقات بين المسلمين وغيرهم في هذا البلد طيبة ومبنية على الاحترام المتبادل وذات تاريخ طويل، مذكرا بمساهمة المسلمين في حرب استقلال كرواتيا، حيث "استشهد منهم أكثر من ألف" على حد تعبيره.

وقال إن المشيخة منفتحة على كل ما من شأنه تشجيع التعايش السلمي بين مكونات الشعب الكرواتي.

يذكر أن المركز الإسلامي في رييكا شيدته دولة قطر ودشن العام الماضي ليصبح أحد أهم المراكز الإسلامية في كرواتيا وبلدان البلقان.

المصدر : الجزيرة