الانقسام والتباعد عنوان الجلسة الأولى لجنيف2
خالد شمت-مونترو
كرست الجلسة الأولى من مؤتمر جنيف2 المشهد الميداني في سوريا، فانقسم المؤتمرون، بين جبهتين الأولى مع النظام والثانية مع المعارضة. وبينما ركزت الأخيرة -وداعموها- على تفسير جنيف1 ومصير الرئيس بشار الأسد، شدد النظام على "مكافحة الإرهاب" في سوريا.
هذا الانقسام انعكس أيضا على المؤتمريَن الصحفيين اللذين عقدهما وزير الخارجية الأميركي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حيث أفلتت من الأخير عبارة قال فيها "إن مستقبل الأسد يحدده السوريون" بينما أكد كيري أنه "لا دور في المرحلة الانتقالية أو بمستقبل سوريا للأسد المسؤول عن قتل أكثر من 130 ألفا من شعبه".
ولم يمر المؤتمر الصحفي لأمين عام الأمم المتحدة بسلام، حيث شهد اعتراضات من صحفيين مرافقين للوفد السوري، بسبب عدم إعطائهم الحق بتوجيه الأسئلة، لأنهم لم يدرجوا على قائمة الصحفيين المسموح لهم بتوجيه الأسئلة.
ورغم هذا الانقسام والتشاؤم، فهناك من يرى أن مجرد انعقاد المؤتمر وحضور النظام والمعارضة تحت سقف واحد والمشاركة الدولية الكبيرة، يُعطي بارقة أمل لحل قد يلوح بالأفق.
صرف الأنظار
وفي هذا السياق، تقول مديرة مكتب صحيفة الحياة بواشنطن إن اجتماع عدد كبير من الوفود لأكثر من أربعين دولة ومنظمة دولية، برعاية أممية وحضور النظام والمعارضة السوريين وتجاورهما المتوقع غدا الجمعة، يؤشر إلى وجود فرصة لتسوية سياسية بسوريا وفقا للمرجعية التي "أجمع عليها العالم باستثناء النظام السوري".
ورأت راغدة درغام في حديث للجزيرة نت أن تكرار وزير الخارجية السوري وليد المعلم بجلسة المؤتمر لازمة "مكافحة الإرهاب" يهدف لصرف الأنظار عن الأجندة التي وضعتها الأمم المتحدة لمؤتمر جنيف2.
المعارضة -التي تحدث باسمها رئيس الائتلاف الوطني المعارض أحمد الجربا الذي أكد أن الثورة السورية "تواجه إرهاب الأسد الذي يدّعي مواجهة الإرهاب"- لفتت إلى أن النظام السوري فشل "بخطف" أجندة جنيف2 وجعل قضية الإرهاب عنوان للمؤتمر، وفق عضو الائتلاف أنس العبدة.
وقال العبدة للجزيرة نت إن الذهاب للمفاوضات كان قرارا صعبا للائتلاف الوطني السوري، بعد "حمامات الدم والمجازر التي ارتكبها النظام وما جلبه لسوريا من كوارث".
مظاهرات متقابلة
وشدد العبدة على أن جنيف2 لا يهدف لإعادة تأهيل نظام الأسد، وأشار إلى أن إطار الحل السياسي المحدد للمؤتمر هو تشكيل حكومة انتقالية من النظام والمعارضة لا مكان فيها لرأس النظام و"المجرمين المحيطين به". وخلص إلى أن الحكومة الانتقالية القادمة ستكون لها صلاحيات واسعة ويعطي حق الاعتراض فيها بشكل متساوٍ لجميع الأطراف المشاركين فيها.
وخارج أروقة المؤتمر، لم يكن مشهد التباعد بين طرفي النزاع أفضل حيث نظمت ناشطات من دول مختلفة مظاهرة أمام المركز الصحفي للمؤتمر للتعبير عن مطالبتهن بوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات للمنكوبين في سوريا.
في المقابل، نُظمت أمام مقر المؤتمر مظاهرة للموالين للنظام السوري الذين رفعوا صور الأسد وعبروا عن دعمهم له للبقاء في سدة الرئاسة، والترشح في الرئاسيات المقبلة.
وفي حين كانت إيران الغائب الأكبر عن المؤتمر حضر معارضوها، ومن أبرزهم الناشطة الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي التي أوضحت للجزيرة نت أنها شاركت بالمظاهرة النسوية، وحضرت للمؤتمر للتعبير عن دعمها لتطلع الشعب السوري للحرية مثل مواطنيها في إيران.
وتابعت شيرين عبادي أن رفضها لدعم النظام الإيراني لنظيره السوري هو أحد الأسباب التي دفعتها للإقامة بالمنفى خوفا من "بطش النظام الإيراني بها بعدما نكل بأسرتها".