ببلدة الدانا السورية.. مقابر جماعية وجثث دون رؤوس

إبراهيم الإدلبي-الدانا

اصطحبنا القائد العسكري بالجبهة الإسلامية، أبو يوسف، لأحد المقابر الجماعية قرب أحد مقرات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في بلدة الدانا بريف إدلب، والذي سيطرت عليه المعارضة المسلحة، ويقول إنهم وجدوا فيها أربعين جثة بينها 26 قتلت رميا بالرصاص تم التعرف عليها، وأخرى مشوهة وست مقطعة الرؤوس أعيد دفنها بمقابر خاصة. 

وخلال مرافقتنا في رحلتنا المرعبة والمؤسفة في الوقت نفسه، أطلعنا "أبو يوسف" وهو أيضا قائد حاجز المحكمة الشرعية التابعة "لتنظيم الدولة" -والتي كانت تصدر الأحكام على المعتقلين- إنه تم اكتشاف هذه المقبرة الواقعة خلف المحكمة عن طريق أحد عناصر "تنظيم الدولة" الذين تم أسرهم والتحقيق معهم، وينقل عنه قوله "هنا كنا ندفن من نقتل، بعدما تحكم عليه المحكمة بالقتل رميا بالرصاص أو النحر بالسكين".

وبعد سيطرة المعارضة المسلحة على عدة مناطق بالشمال السوري التي كان يتواجد فيها "تنظيم الدولة" تناقل الناشطون أنباء عن وجود مقابر جماعية في داخل مقرات التنظيم تعود إلى مدنيين من بينهم نساء وأطفال تتراوح أعمارهم بين عشر سنوات و16 سنة أعدموا ميدانيا رميا بالرصاص وعناصر من المعارضة المسلحة وجدوا مقطعي الرؤوس.

وقرب "حاجز المحكمة"، وجدنا ثلاثة شباب من بلدة التمانعة بريف معرة النعمان، يسألون عن أخ لهم يدعى النقيب أكرم البكري كان يعمل بأركان الجيش السوري الحر، اعتقل من قبل التنظيم في وقت سابق، ويُعتقد أن التظيم أعدمه منذ فترة.

أحد عناصر "تنظيم الدولة": "هنا كنا ندفن من نقتل، بعدما تحكم عليه المحكمة بالقتل رميا بالرصاص او النحر بالسكين"

وتواصل الجزيرة نت رحلتها متنقلة بين المقابر التي خلفها "تنظيم الدولة" كما يقول قائد حاجز "معمل الإسمنت"، حتى وصلنا لمقبرة بجانب المعمل أخبره عنها أحد المعتقلين السابقين بأحد سجون "تنظيم الدولة"، حيث وُجد فيها أربع جثث تعود لرجال واحدة منها دون رأس، ولم يتم التعرف عليهم بسبب الفترة الزمنية الطويلة التي مرت على دفنهم.

مقابر متنقلة
وإلى مقبرة بجانب طريق حاجز الزراعة, انتقلنا برفقة قائد الحاجز، فايق الشهاب، الذي أخبرنا أنهم وجدوا في مقبرة قرب الحاجز، سبعة قتلى بينهم طفل في العاشرة وامرأة وخمسة رجال قتلوا رميا بالرصاص.

ثم اتجهنا إلى مشفى الدانا لنلتقي بالطبيب أحمد -وهو من أهالي البلدة- شرح لنا أن معظم الجثث تعود لأهالي هذه البلدة، حيث تم التعرف على أغلبهم من ملابسهم التي كانوا يرتدونها قبل الاعتقال وتم دفنهم في مقبرة البلدة.

ويروي القائد العسكري التابع لجبهة ثوار سوريا، أبو عمار -الذي استلم ملف التفاوض مع التنظيم بالنسبة للأسرى قبل بدأ المعركة بخمسة أيام- أن "تنظيم الدولة" يرفض بشكل قاطع الحديث عن موضوع الأسرى، وبعد بدء المعركة وتحديدا بمدينة حارم، "دخل عناصر من التنظيم للسجن المركزي وقاموا بإطلاق النار على المساجين، فقتل 35 منهم وجرح ثلاثة".

ورغم كل المآسي والجثث والمقابر، كان واضحا من خلال جولتنا أن الحياة بدأت تعود -ولو على استحياء- لبلدة الدانا بعد إخراج التنظيم منها ولاحظنا أن الأسواق تشهد حركة نشطة.

وكان لافتا ما قاله مرافقنا في جولتنا بالبلدة، إن التنظيم كان يمنع الخروج بعد الساعة الثامنة مساء، أما اليوم فيمكنهم التجول في أي وقت وخصوصا "مع وجود حواجز المعارضة المسلحة عند مداخلها والدوريات المتنقلة في داخلها، لحماية البلدة ومنع أي أعمال شغب".

المصدر : الجزيرة