إيران.. اعتدال روحاني وانفراج النووي

TOPSHOTS-Iranian Foreign Minister Mohammad Javad Zarif (2nd L) shakes hands with US Secretary of State John Kerry next to Chinese Foreign Minister Wang Yi (far L) and French Foreign Minister Laurent Fabius (far R) after a statement on early November 24, 2013 in Geneva. World powers on November 24 agreed a landmark deal with Iran halting parts of its nuclear programme in what US President Barack Obama called "an important first step". According to details of the accord agreed in Geneva provided by the White House, Iran has committed to halt uranium enrichment above purities of five percent. AFP PHOTO / FABRICE COFFRINI
undefined

محمد العلي

شكل انتخاب حسن روحاني كسابع رئيس لإيران أبرز أحداث عام 2013 في هذا البلد. وتلا هذا الحدث من حيث الأهمية انفراج علاقة بلاده مع الغرب بعد توقيعها اتفاقا مع ست دول كبرى يعترف ببرنامجها الخاص لتخصيب اليورانيوم ويضعه تحت رقابة دولية.

واختير روحاني كمرشح للتيار الإصلاحي في 14 يونيو/حزيران من الدورة الأولى بعد دورتين رئاسيتين من حكم المحافظين الذين كان يمثلهم الرئيس محمود أحمدي نجاد. وقد قوبل قدوم روحاني بارتياح في الشارع الإيراني. أما هو فأكد بعد أسبوعين من انتخابه بأن بلاده ستعتمد "الاعتدال" في سياستها الخارجية، ودعا إلى تخفيف القيود عن الشباب، وحث رجال الدين على التوقف عن التدخل في حياة المواطنين الخاصة، كما طالب الحرس الثوري بالتوقف عن التدخل في السياسة.

وفي إطار تجاوب الغرب مع روحاني، هاتفه الرئيس الأميركي باراك أوباما في 27 سبتمبر/أيلول في خطوة هي الأول بين رؤساء البلدين منذ أكثر من 30 سنة، وهو ما قوبل داخليا بانتقاد قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري. بالمقابل أمر روحاني بدراسة إعادة فتح خط مباشر للطيران المدني مع الولايات المتحدة بعد توقفه قبل ثلاثة عقود.

بيد أن توصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظرائه من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا إلى اتفاق في جنيف حول برنامج طهران النووي، كان أبرز اختراق في الجمود في علاقة إيران مع الغرب منذ سنوات. ونص الاتفاق التاريخي على وقف إيران تخصيب اليورانيوم فوق 5% مقابل تخفيف محدود للعقوبات المفروضة عليها.

مفاوضات سرية
وأظهرت المعلومات والتسريبات الدبلوماسية اللاحقة لإعلان الاتفاق أنه كان حصيلة مفاوضات سرية بين دبلوماسيين أميركيين وإيرانيين رعتها واستضافتها سلطنة عُمان.

وكشف مسؤولون أميركيون أن تلك المفاوضات كانت تجري بالتوازي مع مفاوضات 5+1، أي تلك التي ضمت مندوبين عن إيران من جهة والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا من الجهة الأخرى. مع العلم أن مفاوضات 5+1 سبق أن عقدت خلال عام 2013 على جولتين في ألمآتى عاصمة كزخستان، وفي جنيف وفي إسطنبول، دون أن تحقق أي اختراق.

وكنتيجة للاتفاق أعلنت إيران أنها ستبدأ تجميد أنشطتها النووية بين نهاية ديسمبر/كانون الأول 2013 ومطلع العام 2014، كما بدأ مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفتيش مصنع آراك للمياه الثقيلة، وفي نهاية العام بدأ خبراء من الدول الموقعة على الاتفاق اجتماعا في جنيف لبحث آليات تطبيقه.

إسرائيل
وفي ملف العلاقة الإيرانية مع إسرائيل، تجنب الرئيس حسن روحاني لغة التهديد التي اعتادها سلفه محود أحمدي نجاد استخدامها. واعتبر روحاني في خطاب ألقاه في 22 سبتمبر/أيلول أن إسرائيل هي التي تشكل الخطر الحقيقي على المنطقة وليس إيران.

وفي مقابلة متلفزة أثناء وجوده  في نيويورك في 25 سبتمبر/أيلول اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن مقتل يهود على يد النازيين في ما يعرف بالمحرقة اليهودية (الهولوكوست) "جريمة تستحق الإدانة". وقال إن النازيين "ارتكبوا جريمة ضد الشعب اليهودي تستحق الإدانة".

بموازاة ذلك أعلنت إسرائيل في 29 سبتمبر/أيلول أنها ألقت القبض على علي المنصور، وهو رجل أعمال بلجيكي من أصل إيراني، بتهمة التجسس لحساب إيران في حالة هي الأولى من نوعها.

تفجير بوينس آيرس
وفي هذا العام شهد ملف تفجير المركز اليهودي في بوينس آيرس عام 1994 والذي اتهم فيه قادة إيرانيون بينهم الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني، أول انفراجة له بعد اتفاق إيران والأرجنتين على إسناد التحقيق في القضية لهيئة مستقلة. وأعلنت إسرائيل أنها فوجئت بالاتفاق.

القرد الثاني
وفي ملف التقدم العلمي، كشفت طهران في فبراير/شباط عن أول مقاتلة حربية من تصميمها وتصنيعها تحمل اسم "قاهر 313". وفي ديسمبر/كانون الأول قالت طهران إنها أرسلت قردا ثانيا إلى الفضاء وأعادته سالما.

المصدر : الجزيرة