أسرى غزة المحررون قلقون على مصير زملائهم

جموع المهنئين تتوافد على صومعة استقبال المحرر ابراهيم ابو علي في بلدة بني سهيلا
undefined

أحمد فياض-غزة

في كل زاوية أو ركن في المدن والبلدات بقطاع غزة -التي ينحدر منها المحررون- تستقبلك مظاهر الابتهاج فيها، سواء عبر المعلقات واللافتات والشعارات على الجدران، أو حتى المسيرات الراجلة والسيارات المزينة بالأعلام الفلسطينية وصور المحررين والقيادات الفلسطينية.

وتكتسب عملية الإفراج عن ثلاثة من الأسرى القدامى في غزة أهمية كبيرة، لأنه بخروجهم لا يتبقى في السجون الإسرائيلية سوى اثنين من أسرى القطاع القدامى ينتظر الإفراج عنهما في الدفعة الرابعة والأخيرة، ليتم بذلك طي صفحة الأسرى القدامى من قطاع غزة الذين تحرروا في إطار إطلاق المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية أميركية، ومن قبل في إطار صفقة تبادل الجندي جلعاد شاليط نهاية العام 2011.

المحررون -من جانبهم- بدوا منبهرين بحرارة الاستقبال وحجم الجموع المتدفقة للتهنئة من كافة الأعمار ومن كافة مستويات وأطياف المجتمع الفلسطيني في غزة.

وفي غمرة أجواء الابتهاج لا يغفل المحررون عن التذكير بحال رفاقهم ممن بقوا خلفهم في السجون، مستغلين كل المنابر المتاحة من أجل المطالبة بالعمل على تخليص الأسرى من قهر السجن والسجان.

ويعبر المحرر إبراهيم أبو علي من بلدة بني سهيلا جنوبي القطاع عن فرحته بحرارة الاستقبال بقوله إن لقاء أهله واحتضانه من قبل أبناء شعبه كانا بمثابة صدمة له، حيث شعر بأن غزة خرجت عن بكرة أبيها للاحتفاء والترحيب بالأسرى.

المحرر إبراهيم أبو علي صدم باستقبال أبناء قطاع غزة له (الجزيرة)
المحرر إبراهيم أبو علي صدم باستقبال أبناء قطاع غزة له (الجزيرة)

وتابع أن هذا الاستقبال لا ينسيه الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية ثرى فلسطين الطاهر، ورفاقه القابعين في سجون الاحتلال، بينهم أسرى يعانون مرض السرطان الذي بات يضرب الحركة الأسيرة في العامين الأخيرين.

شكر أبو مازن
وشكر أبو علي في حديثه للجزيرة نت الرئيس محمود عباس على إصراره لإطلاق الأسرى القدامى الذين لم تشملهم صفقات سابقة، وناشده الضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل الإفراج عن ألف أسير من أصحاب المحكومات العالية ومضى على اعتقالهم أكثر من عشر سنوات.

أما رفيقه المحرر رامي بربخ من مدينة خان يونس فعبر عن فخره بأبناء شعبه وامتنانه لحرارة استقبالهم له، ووصف ذلك بغير المتوقع الذي ترك أثرا قويا على نفسه جعله ينسى ألم وقهر السجن على مدار أكثر من عقدين.

ودعا في حديثه للجزيرة نت أبناء الشعب الفلسطيني بعدم الاكتفاء بالتظاهرات والاعتصامات الأسبوعية أمام مقار لجنة الصليب الأحمر من أجل مناصرة الأسرى، وإنما تكثيف الفعاليات اليومية كي يشعر القابعون في السجون والعالم أجمع بأن الشعب الفلسطيني لا ينسى أسراه.

وأضاف أنه منذ لحظات تحرره الأولى نذر نفسه من أجل العمل على ابتكار أساليب جديدة تقود إلى دعم قضية تحرير الأسرى المرضى وإنقاذ حياتهم من الأمراض التي تفتك بأجسادهم.

بربخ: منذ لحظات تحرري الأولى نذرت نفسي لابتكار أساليب جديدة لدعم قضية تحرير الأسرى (الجزيرة)
بربخ: منذ لحظات تحرري الأولى نذرت نفسي لابتكار أساليب جديدة لدعم قضية تحرير الأسرى (الجزيرة)

مؤشرات مقلقة
من جانبه، قال مدير دائرة الإحصاء في وزارة الأسرى والباحث المختص في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة إن ما لف عملية إطلاق الدفعة الثالثة من الأسرى القدامى -على صعيد تأخير الاحتلال موعد الإفراج لمدة 24 ساعة والتلاعب بأسماء المحررين وما رافق ذلك من تصريحات إسرائيلية رسمية بشأن تأجيل موعد الإفراج عند الدفعة الرابعة- يحمل مؤشرات مقلقلة.

وأضاف أن ذلك يثير الشكوك بشأن مدى التزام الاحتلال بالاتفاقية، ويعيد إلى الأذهان عدم التزام إسرائيل بتنفيذ اتفاقية شرم الشيخ في العام 1999 والتي من بين بنودها الإفراج عن الأسرى المعتقلين قبل اتفاقية أوسلو.

وتخشى أوساط  رسمية ومحلية أن تكون المماطلة الإسرائيلية مقدمة لتراجع الاحتلال عن إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى في مارس/آذار المقبل، خصوصا في ظل حديث وسائل إعلام إسرائيلية عن قرن تل أبيب إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين بإطلاق الولايات المتحدة سراح الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد.

المصدر : الجزيرة