أساليب مبتكرة للتظاهر من أجل الشرعية بمصر

 

على مدى شهرين مضيا لم تتوقف بالعديد من المدن المصرية التظاهرات المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي والمتمسكة بشرعيته في مواجهة الانقلاب العسكري، وشهدت فعاليات الأسابيع الماضية أساليب جديدة وغير مألوفة سواء للفت الأنظار أو للتحايل على القمع الأمني.

وقبل أيام من إطاحة مرسي على يد الجيش في 3 يوليو/تموز الماضي كان مؤيدوه قد بدؤوا اعتصاما بميدان رابعة العدوية في شرق القاهرة، ثم آخر بميدان النهضة في غربها، ليصبح الاعتصام هو وسيلة الاعتراض الرئيسية، وهو ما استمر حتى 14 أغسطس/آب الماضي.

وجاء فض الاعتصام بالقوة من جانب قوات الأمن وما أدى إليه من سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى والمعتقلين، ليشعل جذوة جديدة وجدت تعبيراتها في مظاهرات شبه يومية لا تكاد تخلو منها معظم محافظات مصر.

 

تكتيكات جديدة
وفي ظل تضييق أمني متزايد، وتجاهل كامل من جانب الإعلام المحلي للتظاهرات، بدأ معارضو الانقلاب العسكري يتجهون نحو أساليب جديدة للتظاهر تركز غالبا على عنصر المفاجأة فضلا عن الابتكار من أجل جذب الأنظار وتحقيق الهدف.

ومع عدم التخلي عن المظاهرات الحاشدة خصوصا في أيام الجمعة، بدأ الناشطون الرافضون للانقلاب في تبني تكتيكات جديدة، كان منها المظاهرات المفاجئة التي لا يشارك فيها عدد كبير ولا تستغرق وقتا طويلا وتتمثل غالبا في صورة وقفات سريعة في محطات مترو الأنفاق أو في الميادين الرئيسية.

وقبل أن تصل قوات الأمن أو يتدخل البلطجية الذين اعتادوا التصدي للمظاهرات في الأسابيع الأخيرة، يكون هؤلاء المتظاهرون قد غادروا أماكنهم بعدما أوصلوا رسالتهم بأنهم متمسكون بالشرعية ومستمرون في مقاومة الانقلاب.

عفاريت الانقلاب
أما تكتيك السلاسل البشرية فيميل إليه غالبا طلاب الجامعات الذين نظموا العديد من الوقفات بهذا الشكل، كما نظمه نشطاء في بعض محافظات الدلتا وكونوا سلاسل وصل طول بعضها إلى عدة كيلومترات.

واختار ناشطون آخرون التظاهر بطرق فريدة، فنظم بعضهم مسيرات بالدراجات الهوائية وآخرون بالدراجات النارية، بل واختار بعض الريفيين التظاهر وهم يركبون الحمير.

وظهرت في هذا الشأن مجموعة أطلقت على نفسها اسم "عفاريت ضد الانقلاب" قامت أيضا بعروض تمثيلية صامتة في عدد من المراكز التجارية والمحلات الكبرى بشكل لفت أنظار المتسوقين.

وبطبيعة الحال كان للكتابة دور في مثل هذه الفعاليات، فتخصص ناشطون في كتابة عبارات مؤيدة لمرسي ورافضة للانقلاب على الجدران والأسوار، واختار آخرون إحياء عادة مصرية قديمة بالكتابة على الأوراق النقدية.

المصدر : الجزيرة