فتيات يروين أيامهن العصيبة بمعتقلات مصرية

يبدو أن أحداث ميدان رمسيس يوم السادس عشر من أغسطس/آب الماضي لم يُكشف عن تفاصيلها الكاملة بعد. فمن بين قصص ذلك اليوم فتيات اعتقلن من مسجد أبي بكر الصديق بعد احتمائهن به هروبا من الرصاص والبلطجية وحظر التجوال، ليقضين أياما عصيبة رهن الاحتجاز والتعذيب.

وتروي أبرار محسن فتوح -الطالبة في كلية الصيدلة- ما جرى معها في ذلك اليوم، حيث توضح أنها كانت ضمن الهاربين من مطاردة الرصاص والقنّاصة، وتضيف أن ما يسمى "اللجان الشعبية" طلبت منها ومن مجموعة فتيات أن يدخلن إلى المسجد للمبيت فيه بسبب حظر التجوال.

وتابعت أنه على الرغم من الشك في أفراد اللجان الشعبية فإنه لم يكن أمامها هي والفتيات الأخريات من خيار سوى المبيت في المسجد فقد كنّ أمام احتمال الموت أو الخطف على أيدي من تصفهم بالبلطجية.

الاقتحام
دخلت الفتاة المسجد في الثانية عشرة مساء، وما هي إلا ساعتان حتى اقتحمه رجال الشرطة وسريعا ألقوا بالنساء على الأرض وبدؤوا في الدوس ببطونهن وعلى رؤوسهن.

لم تستجب أبرار تماما لطلب الشرطي بخفض رأسها، بل كانت تختلس النظر وتقول: كنت أريد أن أرى بعيني وأن أتأكد هل حقا هذه وزارة الداخلية التي تفعل هذا، هل هذه هي الشرطة التي في خدمة الشعب؟

تضيف "أحد الضباط كان يصرخ ويشتم فردا من الشرطة طالبا منه أن يبحث عن أسلحة في المسجد، لكن الشرطي كان يؤكد أن لا وجود للسلاح".

وحالما انتهى مشهد الاقتحام بدأت الشرطة تفتيش المقبوض عليهم الأمر الذي تصفه طالبة الصيدلة أبرار بأنه لم يكن تفتيشا وإنما هو تحرش.

لم تستجب أبرار تماما لطلب الشرطي بخفض رأسها، بل كانت تختلس النظر وتقول: كنت أريد أن أرى بعيني وأن أتأكد هل حقا هذه وزارة الداخلية التي تفعل هذا، هل هذه هي الشرطة التي في خدمة الشعب؟

الطالبة في المرحلة الثانوية علياء محمود عوض رافقت أبرار وقالت إن الشرطة لدى اقتحامها للمسجد، قامت بضرب اللاجئين بالمسجد وإهانتهم، وكانت هي تصلي حينما اندفع أحد أفراد الشرطة ووضع مسدسا على رأسها وطلب منها أن تنهي الصلاة وإلا قتلها.

إلى المخفر سيبدأ ترحيل المعتقلين، وستكون أبرار واحدة من الضحايا الشهود فتقول: رمونا في مكان سيئ وعوملنا بشكل سيئ، ثم صفّوا الرجال قبالتنا وكان المصابون ملقين على الأرض يتعرضون للضرب في بطونهم.

عقب ذلك سيجرى ترحيل المعتقلين إلى معسكر يمكثون فيه ستة أيام اشتملت على معاملة تصفها علياء بغير الآدمية، ثم تبلغهم الشرطة بأنه سيفرج عنهم، فنُقل المعتقلون من المعسكر ولكن ليس باتجاه الحرية بل إلى سجن القناطر.

تقول أبرار: فتشوني كما كل مرة، ثم ارتديت اللباس الأبيض ووجدت نفسي مجرمة.

ومما قد يحسب على الطرافة التي تسقط من المأساة تسأل السجانة في "القناطر" أبرار عن ما جاء بها إلى هنا، فتسرد الشابة الحكاية، لترد السجانة بالقول إن الذين فعلوا ذلك بكم هم الإخوان المسلمون.

وتضيف أبرار: ولدى استغرابي من ذلك قالت السجانة: إن الإخوان يعملون ما هو أكثر من ذلك.

لكن علياء طالبة الثانوية وهي تختصر التجربة تعلن أنها ماضية في ما ترى أنه الحق وتقول: في كل مكان ينبغي أن أقف فيه وأعلي صوتي بكلمة الحق سوف أفعل ذلك.

المصدر : الجزيرة