إسرائيليون: حماية إسرائيل أهم أهداف الضربة

The guided-missile destroyer USS Barry launches a Tomahawk cruise missile from the ship's bow in the Mediterranean Sea in this U.S. Navy handout photo taken March 29, 2011. Barry is one of four U.S. destroyers currently deployed in the Mediterranean Sea equipped with long-range Tomahawk missles that could potentially be used to strike Syria, according to officials.
undefined

صالح النعامي

قال معلقون وباحثون إسرائيليون إن الرئيس الأميركي باراك أوباما وكبار مسؤولي إدارته وقادة الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس شددوا على أن أهم هدف لشن الضربة ضد سوريا هو حماية إسرائيل، فيما عبرت جهات رسمية إسرائيلية عن ضيقها من هذا التسويغ للضربة.

وقال المعلق السياسي للشبكة الثانية في الإذاعة العبرية تشيكو منشه إن أوباما بإمكانه أن يطلق على خطته لضرب سوريا "الحملة لحماية إسرائيل".

وأضاف منشه في برنامج "هذا الصباح" الذي بث صباح اليوم الأربعاء إن إدراك الإدارة الأميركية لحساسية أمن إسرائيل لدى أعضاء الكونغرس جعلها تركز على هذا الاعتبار كمسوغ لقرار أوباما بتوجيه ضربة أميركية لسوريا.

واتفق مقدم البرنامج الإخباري آرييه غولان مع منشه في أن الضربة الأميركية يمكن أن يطلق عليها "الحملة لحماية إسرائيل"، منوها إلى أن كلمة "إسرائيل" ذكرت ستين مرة خلال النقاشات التي جرت أمس في الكونغرس حول الضربة المتوقعة، وفي النقاش الذي دار بين أعضاء الكونغرس وكل من وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هيغل.

آرييه غولان:
الإدارة الأميركية تشدد على أن الضربة الأميركية صممت بشكل لا يؤثر على موازين القوى القائمة بين النظام السوري ومعارضيه، وذلك لضمان ألا تسفر عن سقوط النظام

ولفت غولان الأنظار إلى حقيقة أن أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ المعروفين بتأييدهم الكبير لإسرائيل نجحوا في تضمين التفويض الذي منحه الكونغرس للرئيس أوباما بندا ينص على أنه يتوجب أن تعالج الضربة الأميركية السلاح الكيميائي السوري، على اعتبار أن الأمر يعني إسرائيل بالدرجة الأولى.

وأضاف أن إسرائيل تخشى أن ينتقل السلاح الكيميائي لجهات "غير مسؤولة" مثل الجماعات الجهادية أو حزب الله في حال سقط النظام، مما يستدعي علاجه بشكل مسبق.

وأشار غولان إلى أن إعلان منظمة "آيباك" -أكبر وأهم جماعات الضغط اليهودية في الولايات المتحدة- دعمها لضرب سوريا، وتعهدها بتوظيف نفوذها لإقناع أعضاء الكونغرس بتأييد الضربة يدل على قناعتها بأن الهجوم الأميركي يخدم بشكل أساسي إسرائيل.

ونوه غولان إلى حقيقة أن الإدارة الأميركية تشدد على أن الضربة الأميركية صممت بشكل لا يؤثر على موازين القوى القائمة بين النظام السوري ومعارضيه، وذلك لضمان ألا تسفر عن سقوط النظام. 

ضيق رسمي
وفي سياق متصل، نقلت الإذاعة العبرية عن محافل رسمية إسرائيلية قولها إنها تشعر بالضيق جراء إعلان قادة الإدارة الأميركية أن الضربة  تخدم أمن إسرائيل.

وحذرت المحافل من أن هذا التسويغ يمكن أن يستغله بشار الأسد لتبرير قيامه بضرب إسرائيل ردا على الضربة الأميركية.

من ناحيته، حذر الباحث في "مركز القدس لدراسات المجتمع الدولي" الجنرال يهودا دحوح هليفي من أن مصالح الولايات المتحدة قد تتضرر بشكل كبير حتى في حال وجهت ضربة لنظام الأسد.

ففي ورقة تقدير موقف نشرت على موقع المركز صباح اليوم الأربعاء أشار هليفي إلى أن قطاعات واسعة من المعارضة السورية تشكك في دوافع الإدارة الأميركية، وتزعم أنها تخدم بشكل أساسي المصالح الإسرائيلية.

وحذر هليفي من أن المعارضة السورية "لن تشعر بأنها مدينة بالفضل" للولايات المتحدة، في حال تأكدت أن وقف نزيف الدم السوري ليس الاعتبار الأهم وراء التحرك الأميركي.

وأوضح هليفي بأن قائمة الأهداف التي وضعتها الولايات المتحدة لا تشمل الدفع نحو إسقاط النظام، بسبب خشيتها الكبيرة من أن مثل هذه الخطوة يمكن أن تفتح المجال أمام سيطرة الحركات الجهادية على مقاليد الأمور في البلاد.

المصدر : الجزيرة