الرصاص يشوّه الوجه المشرق لحضارة سوريا


لكنها تتعرض من حين لآخر لقصف عشوائي من قبل النظام السوري، وقد تشوهت بيوتها الحجرية ومعالمها الأثرية بفعل القذائف والرصاص.
نهب ودمار
وبداخل أحد البيوت الأثرية في البارة جدران مدمرة وركام يملأ الأرض وقبور منهوبة تم فتحها وسرقة ما بداخلها من آثار.
ويعود تضرر البارة الأثرية بالنظر لقربها من البارة الآهلة بالسكان، مما جعلها وجهة لبعض النازحين والمهجرين، فتحولت من موقع سياحي إلى مكان للسكن.
ووفق بعض أهالي البارة الآهلة فإن النظام استهدف البارة الأثرية لاتهام العائلات النازحة إليها باحتضان الثوار.
بيد أن هذه المدينة ليست وحدها المتضررة من الحرب، إنما توجد بلدات كثيرة في جبل الزاوية تتعرض لقصف عشوائي يشوه عمرانها وآثارها، ففي معرة النعمان طالت القذائف مئذنة الجامع الأثري التي ظلت شامخة سنين عديدة تتحدى عاديات الزمن.

ولقرية قلعة المضيق بالقرب من آثار "أفاميا" بريف حماة الشمالي الغربي حكاية مماثلة، فقد قصفت على مدى شهور وتمترست فيها لاحقا قوات النظام نظرا لموقعها الإستراتيجي.
كذلك تتعرض منطقة قصر ابن وردان لقصف مماثل وتدور حولها معارك، بينما لم تسلم من الدمار قلعة الحصن بحمص وكنيسة السيدة ومسجد الصحابي خالد بن الوليد والجامع الأموي في حلب وقرية معلولا الأثرية بريف دمشق.
حقول وظلال
وقد كانت هذه المناطق والمواقع مزارات يقصدها السياح والمسافرون لتصويرها والتعرف عليها، كما ظلت وجهة مفضلة لاصطياف الأهالي، كونها تتوسط الحقول وتتميز بجمالها وظلالها وجوّها المعتدل.
لكن العديد من هذه المواقع السياحية والتاريخية تحولت لملاجئ يؤمها النازحون بعد أن دمر القصف بيوتهم.
وبسبب غياب الجهات المعنية بالآثار ومديريات السياحة وانشغال الأهالي بتسيير شؤونهم، تتدهور أوضاع المعالم التاريخية في العديد من مدن وبلدات سوريا.
وينبه ناشطون سوريون إلى أن الوضع الراهن يذكر بأحداث حماة في ثمانينيات القرن الماضي، حيث مسحت قوات الأسد الأب حي الكيلانية الأثري وأحياء الشمالة والزنبقي وبستان السعادة والجامع الكبير.