"تحت المجهر" يسلط الضوء على الشاباك

فلسطين تحت المجهر "الشاباك"
undefined

توثق حلقة هذا الأسبوع من برنامج "فلسطين تحت المجهر" -التي ستبث الخميس 26 سبتمبر/أيلول الجاري الساعة 17:05 بتوقيت مكة المكرمة- لجهاز الأمن الداخلي في إسرائيل (شاباك) ولبعض من ممارساته القمعية التي بقيت سراً خفياً يومض دون إفصاح لعدد من السنين حتى تمت تعريته بُعَيْدَ عملية أُطلق عليها اسم "اقتحام الباص 300" عام 1984.

تعتبر الحركات والتنظيمات السرية الصهيونية التي سبقت قيام دولة إسرائيل، كجهاز المعلومات (المخابرات) الذي كان جزءا من تنظيم الهاغاناه، نواة جهاز الشاباك (أو الشين بيت). لكن لم يُمَط اللثام عن هذه المؤسسة الأمنية بل حتى عن اسمها إلا عام 1957 عندما اضطر رئيس الوزراء آنذاك ديفيد بن غوريون إلى الرضوخ للمطالب المنادية بضرورة أن تخضع ميزانية الشاباك لرقابة لجنة الشؤون الأمنية والخارجيّة بالكنيست، وكانت المرة الأولى التي ينكشف فيها هذا الجهازُ للعلن.

الإفصاح عن وجود الشاباك في خمسينيات القرن الماضي لم يفضح ما يقترفه ذلك الجهاز المرعب من مخالفات قانونية وصلت حد إعدام عناصر من المقاومة الفلسطينية ميدانياً عام 1984.

الفيلم يروي قصتين: الأولى رئيسية والثانية ثانوية لكنهما وثيقتا الصلة ببعضهما وقد حُبكتا حبكاً محكماً في المعمار الفني للفيلم.

عناصر الشاباك أثناء اعتقالها منفذ عملية الباص 300 (الجزيرة)
عناصر الشاباك أثناء اعتقالها منفذ عملية الباص 300 (الجزيرة)

القصة الأولى هي الحرية الفلسطينية الموءودة بالاستبداد، والأمن الإسرائيلي المحروس بالقهر عن طريق عرض معاناة أسيرين محررين هما جهاد مغربي وشيرين العيساوي وذلك بتوظيف مشاهد درامية أُعيد بناؤها، بعضها لا يخلو من حوار مقتضب، وتقديم شهادتيهما الشخصية وشهادات شخصيات سياسية وحقوقية إسرائيلية وازنة مثل يوسي بيلين (وزير العدل سابقاً) ود. باراك بن تسور (مسؤول سابق بالشاباك) وزهافا جلئوون (رئيسة حزب ميرتس) ود. منوحين يشاي (مدير لجنة مناهضة التعذيب في إسرائيل) وآخرين.

أما القصة الثانوية فهي ما يرويه المصور الصحفي الإسرائيلي أليكس ليفاك من صحيفة حدشوت (توقفت عن الصدور) الذي التقط بأسلوب استقصائي صورة لعنصرين من الشاباك يقتادان أحد منفذي عملية الباص 300 وهو على قيد الحياة وفي كامل وعيه.

وبعد أن زعمت الحكومة الإسرائيلية أن جميع منفذي العملية قتلوا أثناء اقتحام الحافلة، قامت صحيفة حدشوت بنشر الصورة التي أثارت الرأي العام الإسرائيلي وأفقدته الثقة بجهاز أمنه الداخلي. فقد تبيّن أن صاحب الصورة ورفيقا آخر له قد تمت تصفيتهما بدم بارد عقب الاعتقال وبأمر مباشر من رئيس جهاز الشاباك أبراهام شالوم شخصياً.

الشاباك بفعلته تلك غيّر ألف باء قانون العقوبات "لا عقوبة إلا بنص" رغم أن أجهزة الاستخبارات بالدول التي تزعم أنها ديمقراطية "تنفّذ وتقرّ" السياسات ولا "تقرّرها".

المصدر : الجزيرة