وقف قطارات الصعيد.. معاناة مستمرة

قطارات حركة -2
undefined

عمر الزواوي-القاهرة 

يتكبد سكان الوجه القبلي معاناة كبيرة في التنقل من وإلى القاهرة منذ أن أعلنت سلطة الانقلاب في مصر إيقاف حركة القطارات للتضييق على مشاركة رافضي الانقلاب من محافظات الصعيد في الفعاليات المركزية التي ينظمها تحالف دعم الشرعية.

ويضطر المسافرون من وإلى القاهرة من سكان محافظات الصعيد -التي تبدأ من بني سويف جنوب الجيزة وحتى محافظة أسوان في مصر العليا- إلى الاعتماد الكلي على سيارات الميكروباص في التنقل مما يضاعف من معاناتهم إذ يقوم سائقو هذه السيارات بمضاعفة الأجرة التي تثقل كاهل هؤلاء المواطنين.

وأغلقت سلطة الانقلاب في مصر حركة القطارات في جميع محافظات مصر، تزامنا مع فض رابعة والنهضة في 14 أغسطس/آب الماضي بحجة تأمين المواطنين. ومنعت الحركة بين الوجهين البحري والقبلي.

وحسب مراقبين فإن إيقاف حركة القطارات هو قرار سياسي بحت، وليس له علاقة بتأمين القطارات اتخذته السلطة الحالية، للحد من المد الذي يضيفه الصعيد والوجه البحري للمظاهرات والمليونيات المركزية، التي تشهدها القاهرة يوم الجمعة من كل أسبوع.

محمد محمود اضطر لتأجيل السفر بسبب توقف القطارات(الجزيرة)
محمد محمود اضطر لتأجيل السفر بسبب توقف القطارات(الجزيرة)

شجارات
ويعتقد محمد محمود (50 عاما) من سكان محافظة المنيا، أن وقف حركة القطارات تسبب في إرهاق سكان محافظات الصعيد الذين يضطرون للسفر إلى القاهرة للعلاج أو للعمل، حيث يضطرون لركوب سيارات الأجرة التي رفعت أسعارها بمقدار الضعف، بعد إقبال المسافرين عليها كوسيلة وحيدة.

ويضيف محمود للجزيرة نت، أنه كان يسافر أسبوعيا لزيارة أسرته لأنه يعمل في القاهرة في هيئة النظافة والتجميل، لكنه بعد قرار وقف حركة القطارات لم يعد يقوى ماديا على ذلك فهو يضطر للسفر كل شهر على الأقل.

وتشهد مواقف سيارات الأجرة الخاصة بمحافظات الصعيد والوجه البحري شجارات يومية بين الركاب، بسبب التسابق على ركوب السيارات والخلاف على تعريفة الأجرة بين الركاب ومالكي السيارات.

معاناة المرضى
وإذا كانت تلك هي معاناة المسافرين الأصحاء فان معاناة المرضى هي الأشد، حيث يضطر بعض مرضى محافظات الصعيد إلى السفر بشكل دوري أسبوعيا لتلقي العلاج بالقاهرة، وهو ما يضاعف من آلامهم في ظل توقف حركة القطارات.

ويقول خالد محمدين ( 32 عاما) من محافظة أسيوط، أضطر لاصطحاب والدتي المريضة كل أسبوع للقاهرة لتلقي جلسات علاج بإحدى المستشفيات الحكومية، وبعد توقف عمل القطارات أصبحت اتحمل ما لا أطيق من التكاليف المالية، فبعد أن كانت الأجرة بالقطار 35 جنيها أصبحنا ندفع ستين إلى سبعين جنيها بسيارة الميكروباص.

ويضيف محمدين للجزيرة نت أن المعاناة لا تقتصر على تكلفة السفر العالية، بل أيضا الانتظار لساعات أحيانا لاكتمال عدد المسافرين بالسيارة وهو ما يضاعف من آلام المرضى.

وبحسب مصادر بهيئة السكة الحديد فإن عودة حركة القطارات مرهونة بقرار سيادي، لأن ذلك ضرورة تتعلق بالأمن القومي المصري، بعد تزايد التهديدات من قبل مجهولين بالقيام بأعمال شغب وتخريب داخل محطات القطارات.

مواقف سيارات الأجرة ساحة للشجار بين الركاب والسائقين والبلطجية (الجزيرة)
مواقف سيارات الأجرة ساحة للشجار بين الركاب والسائقين والبلطجية (الجزيرة)

بلطجة وابتزاز
سائقو سيارات الميكروباص والأجرة متهمون باستغلال فرصة توقف حركة القطارات لمضاعفة تعريفة الأجرة. إلا أنهم يؤكدون أن ذلك لم يتم من تلقاء أنفسهم وإنما اضطروا لذلك، لأن من يتحكم في مواقف السيارات ليست جهات حكومية، ولكنهم أفراد ممن يعرفون "بالبلطجية"، حيث يفرضون عليهم إتاوات مضاعفة لتمكينهم من تحميل سياراتهم بالركاب.

ويشكو محمد عاطف (36 عاما) أحد سائقي الميكروباص من وإلى محافظة بني سويف، من رفع الأجرة بعد سيطرة البلطجية على المواقف عقب انقلاب 3 يوليو/تموز حيث يفرض هؤلاء البلطجية على كل سيارة مبلغ يتراوح بين خمسين وثمانين جنيها في النقلة الواحدة، ومن لا يدفع يقومون بطرده من الموقف.

ويضيف عاطف للجزيرة نت أن الشرطة تتفرغ حاليا لملاحقة الإخوان دون النظر لغيرهم، وهو ما يتسبب في فوضى لا يمكن السيطرة عليها في مواقف سيارات الأجرة، ولا أحد يمنع هذه البلطجة.

وكانت هيئة السكة الحديد ألغت أكثر من عشرة آلاف رحلة منذ إيقاف حركة القطارات بواقع 300 رحلة يومياً، كبدت الهيئة أكثر من مائة مليون جنيه أو ما يعادل (14.6 مليون دولار أميركي).

المصدر : الجزيرة