تتواصل بالعاصمة مقديشو أعمال مؤتمر وطني يحدد المسار السياسي بالمرحلة المقبلة التي من المقرر أن تمهد لإجراء أول انتخابات صومالية، والانتقال إلى نظام الأحزاب بعد انقضاء فترة الحكم للسلطة الحالية عام 2016.
عبد الرحمن سهل-كيسمايو
ومع أن مريم لم تخف فرحتها بزيارة كيسمايو في ظل وجود القوات الكينية والصومالية المشتركة، إلا أنها فرحة لم تكتمل في ظل استمرار المعارك بين قوات التحالف وقوات حركة الشباب المجاهدين، لا سيما خطر تفجير السيارات المفخخة.
ويؤيد مهد يوسف هارون الذي عاد للتو من مخيمات اللاجئين في كينيا إلى كيسمايو، رأي مريم فيما يتعلق بالمخاوف الأمنية، إلا أنه يفضل العيش في كيسمايو بدلا في مخيمات اللاجئين التي تفتقر للخدمات الأساسية.
وعبر هارون، الذي يعمل سائقا، عن تفاؤله في كسب لقمة العيش لعائلته المكونة من أربعة أشخاص دون أن يعتمد على الآخرين، وقال للجزيرة نت "أرجو أن أتمكن من العمل سائقا، وفرص هذه المهنة جيدة".
إعادة وتشغيل
من جانبه تحدث المستشار والناطق الرسمي باسم الرئيس الصومالي عبد الرحمن عمر عثمان عن عودة آلاف الصوماليين من كينيا طواعية إلى مناطقهم، بيد أنه لم يذكر أرقاما محددة.
وأكد عثمان في حديثه للجزيرة نت صعوبة تحديد عدد اللاجئين العائدين، بينما كشف وزير الداخلية الكيني جوزيف لينكو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل الإعلام الكينية نهاية شهر أغسطس/آب الماضي عن ثمانين ألف لاجئ صومالي عادوا إلى مناطقهم. فيما قدرت الأمم المتحدة عددهم بـ12 ألف لاجئ فقط.
ولخص عثمان خطة الحكومة الصومالية بشأن اللاجئين "بخلق فرص عمل لهم عبر إنشاء مشاريع اقتصادية، وبناء مساكن لهم، وتوفير التعليم المجاني لأطفالهم، وتقديم مساعدات غذائية وصحية لهم لمدة عام تقريبا". وأفاد "أن الرئيسين الصومالي والكيني قررا عقد مؤتمر دولي بخصوص اللاجئين الصوماليين في كينيا بمشاركة المجتمع الدولي".
وفي هذا السياق يقول رجل الأعمال الصومالي شافي رابي للجزيرة نت "إن تمويل مشاريع زراعية وسمكية يديرها العائدون لمدة عام تقريبا سيحل مشاكلهم".
وأكد وزير الداخلية الكيني جوزيف عزم حكومة بلاده إعادة أكثر من نصف مليون مواطن صومالي إلى بلدهم، إلا أن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس أشار في وقت سابق أن إعادتهم إلى الصومال ستتم باختيارهم.
ورغم تحسن الأوضاع الأمنية في جنوب الصومال، فإن الصوماليين لا يزالون يفرون من مناطقهم، حيث سجل وصول 21 ألف لاجئ صومالي إلى كينيا خلال النصف الأول من 2013، وفق رواية الأمم المتحدة.