مخاوف من تفاقم اشتباكات ثوار سوريا


إلا أن أنصار الدولة الإسلامية على مواقع التواصل يوردون رواية أخرى مفادها أن "كتائب عاصفة الشمال رافقت شخصا ألمانيا قام بتصوير مقار للدولة"، مما دفع الأخيرة إلى التصدي له ومحاولة توقيفه، لكن "الألماني الكافر تمكن من الفرار"، من دون أن تذكر أنه طبيب أو غير ذلك.
ولم تتضح صورة الموقف الحالي في المدينة بعد توقف الاشتباكات، حيث قال ناشطون من المعارضة إن لواء التوحيد التابع بدوره للجيش الحر دخل المدينة وفرض فيها التهدئة بعد إزالة حواجز داعش، في حين تنقل وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشطين قولهم إن داعش تسيطر على إعزاز بكاملها إلى جانب مداخلها ومخارجها. وقال أحد مقاتلي التنظيم إنهم يتقدمون نحو معبر السلامة.

نشر قناصة
ونُقل عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قوله إن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" لم يسيطر على إعزاز بالكامل، بل "استولى على مواقع مهمة" فيها، مضيفا أن هذا التنظيم تمكن من نشر قناصة في سائر أنحاء المدينة.
وفي سياق توضيح مغزى الاشتباك الأخير، قال المحلل السياسي عبد الرحمن الحاج أمس في اتصال مع الجزيرة نت إن تنظيم "الدولة" بدأ خلال الأسابيع الأخيرة بممارسة أعمال استفزازية لتبرير بسط سلطته على المرافق العامة في البلدات والمدن التي يوجد فيها، ثم انتهاز الفرص لإخراج الجيش الحر منها، وإنه يسرع خطاه في اتجاه احتلال مواقع جغرافية حساسة تشمل المعابر الحدودية لجعل "دولته" أمرا واقعا قبل الإعلان عن قيام الحكومة المؤقتة.
ورأى الحاج أن التنظيم يسعى لتأسيس "دولته" على طول القوس الشمالي الممتد من تل أبيض ورأس العين في الحسكة إلى جرابلس وإعزاز في حلب، مرورا بالرقة التي سيطر عليها، وأنه يخوض حاليا معارك على السلطة مع جبهة النصرة والجيش الحر من جهة، ومع قوات حماية الشعب الكردي -المتهمة بالولاء للنظام- من جهة أخرى.

خط الصدامات
وحول ما إذا كانت الهدنة القائمة بين الطرفين قابلة للحياة، يرى الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية محمد أبو رمان في اتصال مع الجزيرة نت أن الاتفاق غير قابل للحياة، وأن الخط البياني للصدامات بين التنظيمات المرتبطة بالقاعدة والفصائل الأخرى -وبينها فصائل إسلامية- يسير في اتجاه تصاعدي بما يشبه ما حصل في العراق.
ورأى أبو رمان أن الفترة القادمة ستشهد مزيدا من الاشتباكات بين داعش والفصائل الأخرى، "لأننا أمام أجندتين مختلفتين: واحدة تدمج بين العالمي والمحلي على أساس ازدواجية الصراع (دولي، محلي) وهي تهدف من عملها في سوريا إلى إقامة حواضن لها، في حين أن الأجندة الثانية خاصة بفصائل محلية وأولويتها إسقاط النظام".
وحول ما إذا كان اقتتال الفصائل في إعزاز مؤشرا على تحويل البندقية من النظام إلى صدور الثوار أنفسهم، يتوقع عبد الرحمن أن تتسع دائرة الاشتباكات لتطال داعش وجبهة النصرة نظرا لأن الثانية انشقت عن الأولى، وكذلك بين داعش وأحرار الشام. وقال إن "الأكيد أن جميع التنظيمات المسلحة لديها عداء متنامٍ ومستفحل مع الدولة الإسلامية في العراق والشام بسبب ممارساتها".